أندهش بشدة عندما أرى أم تصرخ فى طفلها أو أب يعنف ابنه لمجرد انه ابدى خوفه من الظلام ، او من الوحدة ، او من دخول مكان لا يجلس به أحد أو يجلس به شخص لا يحبه الطفل او يهابه . . و المشكلة الحقيقية تكمن عند الأم أو الأب أو الأهل ولا علاقة لها بالطفل فى حد ذاته ، المشكلة فى الكبار إللى بيقابلوا خوف طفلهم بالسخرية او بالزجر .
لكن ده ما يمنعش ان هناك بعض الأهل إللى عندهم شئ من الحكمة و يعرفون كيف يساعدون أطفالهم على التغلب على خوفهم و خاصة الخوف من الأماكن المظلمة .
لكن قبل ما نعرف مع بعض الطريقة المثالية لتخلص الأطفال من الخوف لازم كل واحد فينا يسأل نفسه بشرط ان تكون اجابته بمنتهى الصدق والثقة : " هل كنت شجاعا في طفولتك ــ و خلينا فى منطقة الطفولة ، و بلاش نتكلم على شجاعتك دلوقتى فنحن ادرى بالقمع الذى تعيشه و خلى الطابق مستور "
من منكم لم يعاني «الخوف من الأماكن المظلمة». . من منكم لم يلجأ إلى تغطية نفسه بالبطانية عند النوم للتغلب على الخوف من ظلمة الليل . . من منكم لم يصر على ترك إضاءة خافتة تسود الغرفة قبل أن يخلد إلى النوم . . من منكم لم يسعى «في أنصاص الليالي» إلى غرفة أمه طلبا للنوم بجوارها؟ و هو لا يصرح علانية بالخوف الذي يعتريه بسبب نومه وحيدا في الظلام .. و رغم انكم كنتم وقتها ترفضون التأكيد على رعبكم من دخول غرفة أو رواق مظلم إلا ان الأمهات والآباء يلحظون ذلك و يعرفون ابعاده .
و من الأسئلة المطروحة فى هذا الخصوص :
- هل الخوف من الظلام أمر طبيعي ؟؟ هل يجب أن يعانى منه كل طفل؟
- هل للخوف إيجابيات أو سلبيات على المدى القريب أو البعيد؟
- وما الذي بإمكان الأم أو الأب فعله لتخفيف شعور الخوف لدى الطفل وإعانته على التغلب عليه؟
و للاجابة على الأسئلة السابقة يقول اطباء علم نفس الأطفال :
«يتوقع البعض ان الأطفال لا يجب أن يكون لديهم خوف حقيقي، ولكن في الواقع هناك جزء طبيعي من حياة الكل ؛ سواء كانوا كبارا أو صغارا يكون مصدرا للشعور بالخوف .. وغالبا ما يبدأ عند محاولة عمل شيء جديد أو اكتشاف مكان جديد،أو التعامل مع أى شيء لم تسبق تجربته واختباره وعبوره . . ف«المجهول» هو المصدر الرئيسى للخوف.
والأطفال، هم أكثر الناس مرورا بهذه النوعية الجديدة من التجارب، لذا فإن الفرص لديهم أعلى لنشوء «الخوف» والتصاقه بأذهانهم، وبخاصة في الليل حينما يكونون لوحدهم
متى يبدأ الخوف من الظلمة :
- يبدأ بالظهور والسيطرة على ذهن الطفل عندما يكبر في العمر وتبدأ لديه ملكة وحس التخيل imagination. .. . " فالخوف من الظلام "عادة ما يصيب الأطفال وهم في عمر سنتين أو ثلاث سنوات. . و تحديدا عندما يبدأون في امتلاك الخيال دون أن يمتلكوا في نفس الوقت حس التمييز والإدراك للتفريق بين الأشياء . . و ده إللى بيوجد عندهم خلط بين أوهام خيال اليقظة fantasy والحقائق الواقعية.
- وإذا أضفنا إلى ما سبق ؛ أن دماغ الطفل عبارةعن صفحات فارغة لم يكتب فيها الكثير بعد، وأن الطفل ليس لديه الكثير من الأعباء والهموم التي تشغل ذهنه وتشتته عن التفكير بالأشياء من حوله
لسيطرة على شعور الخوف لدي الأطفال :
ــ يجب ان نعرف * مصدر الخوف* . . يا ترى هو خوف من الظلمة والأماكن المظلمة و فقط . . ولا ده خوف من المجهول الذى قد يظهر فى الظلام . . و هذا المجهول من الممكن التعثر به أثناء المشي، أو الاصطدام به فيسبب الوقوع ، و هنا يجب ان نعرف ان النوع الأول من الخوف جيد ومفيد ويعين المرء على السلامة، كقول المثل: «مَن خاف سلم».
ــ المشكلة الحقيقية تكمن في النوع الثاني من الخوف و هو الخوف من "المجهول" ، و هو ما يعاني منه ملايين الأطفال الذين يعتقودن بأن في تلك الظلمة شيئا ما مخيفا وخطرا ومؤذيا، وأنه سيهجم عليهم متى دخلوا إلى تلك الأماكن.
ــ وهنا تسأل كل أم و كل أب: كيف دخلت إلى دماغ الطفل فكرة أن هناك وحش أو بعبع في المكان المظلم ؟ . . ولأن الطفل مهيأ لتقبل فكرة الخوف من الأماكن المظلمة، فإن هناك تأثيرات لأشياء متنوعة، تفوق ما نتوقعه نحن كبالغين. ويرى كثير من مصادر طب نفسية الأطفال، أن البرامج التلفزيونية، والأفلام السينمائية، والقصص، وألعاب الفيديو، لها دورا محوريا مهم في نشر وترسيخ فكرة الخوف من المجهول الموجود أو الساكن بالأماكن المظلمة لدى الطفل.* لذلك احذروا التلفزيون والقصص*
ــ ف التلفزيون من أكثر المتسببين فى هذه المشكلة لدى الأطفال. . و على الوالدان أن يدركان كم يتأثر الأطفال بما يُعرض على شاشات التلفزيون.. وصورة ومناظر الأشياء المخيفة به ، والأصوات المصاحبة خلال العرض التلفزيوني للقصص الخرافية أو الواقعية المخيفة، كلاهما يعملان كمنشط للخوف والشعور به فى دماغ الطفل وتفكيره.
ــ وما قد لا يثير البالغين أو لا يبعث فيهم الخوف، بل قد يبعث بعضهم على الضحك، هو في الحقيقة قد يثير الرعب والهلع لدى الطفل، الذي لا يبدي ذلك لمن حوله خلال مشاهدة التلفزيون.
ــ لذلك يجب على جميع الآباء و الأمهات الإشراف على نوعية ما يُسمح للطفل بمشاهدته من البرامج التلفزيونية.. و يجب تنقيحه و لا يعرض كل شئ على الطفل خاصة ان كانت لا تناسب عمره مطلقا. . . كم يجب ان لا نتعامل مع أفلام الكرتون على انها موجهة للأطفال فالكثير منها يحمل قدر كبير من العنف و الرعب الذى يؤثر فى نفس الطفل . . راجعوا و تخيروا أفلام الكارتون التى تعرض على الأطفال
ــ ف لا يزال الخبراء يرون أن التلفزيون مصدرا زاخرا بأسباب بعث الخوف لدى الطفل.. و كذلك كتيبات القصص المصورة أو المقروءة، مصدر آخر لبعث الخوف بالليل لدى الطفل. ولأن خيال الطفل نشط وخصب ولا يملك التمييز أو إدراك الفروق، فإن تلك الصور والأفكار قد تعود إلى ذهنه حينما يكون وحيدا في ظلمة الليل. . وتختلط لديه صورالوحوش أو مناظر الساحرات ذات الشعور الطويلةبأشياء غير واضحة له في الغرفة . . و هنا تنشأ خيالات مرعبة لا يمكن حتى للطفل نفسه وصفها لاحقا.
ــ و من الأسباب المباشرة فى بث الخوف و الرعب فى نفوس الأطفال هو السلوك الغريب والعجيب الذي ينتهجه بعض الأمهات والآباء في استخدام سلاح التهديد «فى تربية» أبنائهم أو بناتهم . . لإارجوكم امتنعوا عن تهديد الأطفال بأنهم إذ لم «يسمعوا الكلام» فسيأتي «الغول» بالليل ليأكلهم، أو أنهم سيُحبَسون في «غرفة الفئران»، وغير هذا من حماقات أساليب تربية الأبناء والبنات.
لحل مشكلة طفل خائف :
- أفضل ما يمكن للوالدين فعله هو التواصل مع الطفل،واحترامه، وإظهار الصدق له في تفهم خوفه ومعاناته منه.
- أسوأ ما يمكن للأهل فعله هو الاستهزاء من خوف الطفل ، وإخبار إخوته بالأمر ليسخروا منه و معايرته ، وتعنيفه على قلة عقله، وإظهار الاستخفاف به ووصفه بالضعف.
- فياأيها الأب و ياأيتها الأم احترموا الطفل ، ولا تقولوا له بأن الخوف شيء سخيف.. فان لم يستشعر الطفل احترامك لمشاعره لن يساعدك و لن يساعد نفسه على التغلب من هذا الخوف .. على العكس ف المشكلة ستتفاقم ، لأنها ح تتحول إلى شعور بالذنب والخجل من النفس مضافا إليها مزيد من الخوف .. لأننا ما حلناش المشكلة الرئيسية قدر ما اشعرنا الطفل انك وحيد فى هذا الكون و عليه ان يواجه المجهول الذى يخشاه بمفرده
- أساليب و عناصر حل مشكلة الخوف عند الأطفال :
- الهدوء في الحديث مع الطفل حول الخوف
- إعطاء الطفل شيئا من الآمان في قدرة التغلب عليه. وهذا ما يحصل بالاستماع إليه وتواصل الحديث معه، وإخباره أن الخوف شيء طبيعي ومتوقع من أشياء حقيقية.
- وعلى الرغم من معرفتنا كبالغين أن الغول والوحوش العجيبة لا وجود لها، لكن يجب ان نقدر خوف الطفل منها خاصة ليلا، و تحديدا عند النوم. . و يجب ان ندرك انه من الطبيعي ان يبدى الطفل حاجته إلى أمه ورغبته فى أن يكون معها أو ينام إلى جوارها ؛ و هنا يظهر دور الأم الواعية ، فعليها أن تظهر للطفل القرب منه وإحاطتها له بالرعاية و تعبر له عن تفهمها لما يعانيه ، ف من الطبيعي أن يبحث الطفل عن أمه أو ابوه لأنهما المصدر الطبيعى للآمان، وأنهما سيكونا معه وبجواره.
- ولكن على الأم أو الأب أن لا يتمادوا في الاستجابة لطلبات طفلهما ، وتحديدا ما يخص النوم فى سريرهما . .عليهما مقاومة هذا الطلب برفق ولطف و حنان مستخدمين لعة الحوار و التفاهم ، مؤكدين للطفل بأنهم سيكونا بجواره حتى ينام فى سريره ، و عندما ينام سيتفقدانه من آن إلى . . و هنا من الممكن وضع شئ إلى جوار الطفل او بين يديه ليُشعِره بالأمان الحقيقي والقوة حتى يزال عنه الخوف ؛ كالبطانية أو إحدى الدمى . . كما يمكن ترك إضاءة خافته بغرفة الطفل تمكنه من رؤية كل اركان الحجرة و لا يجد خيالة فرصة من توهم ظهور الشبح أو البعبع أو غير ذلك.
- المهم أن يبقى الطفل في سريره ليتعود على النوم به .. ومن الخطأ مخاطبته بالقول: «سأبحث تحت السرير لأثبت لك أنه لاتوجد وحوش، أو لو كنت ولدا عاقلا ومستقيما لما خفت من الغول»، لأن هذا يمنح الطفل بشكل غير مباشر شعورا بأن لخوفه أساسا أو أن الشيء الذي يخاف منه ممكن أن يكون له موجود حتى و ان لم يظهر الآن لكن سيظهر فيما بعد.
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة