التطور السياسى بدأ ينعكس علينا و على اطفالنا و على بيوتنا .. و بيوتنا دى مش لازم تكون جوة الوطن العربى و بس ، لكن كمان ممكن تكون فى أى مكان من دول العالم .. و الحكاية سببها نشرات الأخبار و الصور إللى طول اليوم التلفزيون بينقلها .. و عشان كدة كتير مننا بيصرخ و هو بيقول "طفلي منزعج من التقارير الإخبارية. "
يا ترى الحل انى ما أشوفش التليفزيون ؟ و لا أخلى طفلى ما يشوفش التقارير ؟ و لا ما حدش يتناقش قدام الأطفال فى الأوضاع السياسية ؟
و يجى السؤال الجامع الشامل إللى بيقول : " كيف أطمئن الطفل ؟ و اشعره بأنه سيكون بأمان؟ خاصة اثناء الإضطرابات السياسية
و الإجابة تتوقف على عمر الطفل ، فان كان الطفل يفهم الحوار و يمكنه المناقشة فوضحوا له ان ترتيب المنزل قد يتسبب فى بعض الدربكة و الكركبة قبل فرض الترتيب الجيد و النظام .
و ان كان الطفل عمره ما بين تسعة أشهر و حتى ثلاث سنوات ، فأرجو ان لا تخدعوا أنفسكم بفكرة انه لا يشعر بما يحيط بالأسرة و يؤثر عليها .. فالطفل فى هذه المرحلة يشعر بنبض اويه كأنه نبضه هو شخصيا .. أما الأطفال الأكبر يجب ان نعرف انهم ينزعجون من الأشياء التي يسمعوها أو يشاهدوها. . لذلك يجب ان نتفاعل مع مشاعرهم وأحاسيسهم وأسئلتهم ؛ فهذا هو المفتاح الأساسي لمساعدتهم وإعادة الطمأنينة إلى نفوسهم .
الحلول المقترحة :
- أقفلوا جهاز التلفزيون: لا تتركوا رغبتكم الملحة في متابعة الأحداث تقف في طريق صالح اطفالكم وصحتهم النفسية .. حتى لو كان هؤلاء الأطفال ما زالوا صغاراً و في سنّ مبكرة ، فإن التعليقات المستمرة والآراء المخيفة وتكرار مشاهد الكوارث أو الأحداث على شاشة التلفزيون ستزيد مخاوفهم وعدم شعورهم بالأمان، ناهيك عن انتقال مشاعركم انتم شخصيا لهم .
- حاولوا التحكّم فى أجابتكم على الصغير : إذا استحوذت عليكم مشاعر القلق خصوصا فى اجابتكم على أى سؤال من الطفل ، تأكدوا ان هذه الحالة ستنتقل بشكل تلقائى للطفل و سيلتقطها مهما كان عمره ، بالعكس فكلما صغر الطفل ستتضاعف مشاعر الخوف لديه. ..هو صحيح لا بأس فى ان نشاركهم بعض أحاسيسهم. . لكن كمان لازم نعرفهم في الوقت نفسه أنكم تتعاملون مع هذه الأحاسيس.
- طمئنوا أطفالكم ، بالقول و بالفعل: بعد إللى شافوه على التلفزيون، أطفالكم تحتاج إلى المعرفة و الى جانب هذه المعرفة يجب ان تاكدوا لهم أن المشكلة محدودة وأنهم لن يتأذوا أو يتضرروا.. لكن إذا واجهوكم بأى سؤال يجب ان تكون الإجابة ببساطة و دون انفعال ، وتذكروا أن أهم ما يمكنك القيام به حيال اطفالكم هى طمئنتهم بأنكم ستفعلون أي شيء لإبقائهم وإبقاء العائلة فى أمان. أخبروهم أن مهمة البالغين هي حمايتهم. وطمئنوهم أنكم ومعلماتهم والأشخاص المسؤولين عن رعايتهم والبالغين من حولهم سيهتمون بهم ويقومون بكل المستطاع لإبقائهم بأمان. . قولوا للطفل بأن الكثير من الناس يفكرون في الأمان ويعملون جاهدين لتجنب مزيد من المشاكل.
- دعوا اطفالكم يطرحون أسئلة: فمن المغري القول لهم : "كل شيء بخير. نحن بعيدون عن المشاكل ولن يحدث شيء لنا". .. فقد يبدو الأمر لطفلك أنه استهتار أو لا مبالاة إذا لم تتعاملوا مع مخاوفه المحدودة ــ فهى محدودة إلى الآن ، لكن فى حالة اهماله ستتزايد أكيد ــ .. ف أفضل ما تقومون به هو الإصغاء لأسئلة الصغير وتطمينه باستمرار. .. عشان كدة لازم تسألوا اطفالكم عن اسباب خوفهم و يجب ان نشجعهم على التحدث عنه. . ف إذا وجدوا صعوبة في التعبير عنه، فكروهم في المخاوف اللى عاشها حد من أصحابهم و انتم تعرفوها أو اعرضوا عليهم قصة تتحدث عن وقوع موقف صعب للبطل او للعروسة اللعبة بتاعتهم و اشرحلهم كيف لها ان تتغلب على هذه الواقعة مؤلمة، وجربوا الكلام معاهم عن هذه المخاوف حتى لو لم يحددها اطفالكم .. و إذا لما يتفاعل طفلك معاك بعد كل هذه المحاولات تأكد ان فى مشكلة فى طبيعة علاقكم بأبنك .. لكن فى حاجة لازم نعرفها قبل ما نحكم على علاقتنا بأولادنا و قبل ما نيأس من فشلنا فى جعل الصغير يخبرنا بمخاوفه .. ضرورى جدا نعرف انه من الطبيعي للاطفال أن يخبروا أشخاصاً لا يعرفونهم بمخاوفهم.. فلو قدرنا يكون فى وسيط فى الحالات دى ، ممكن نتعامل من خلاله مع اطفالانا .. لا ضرر فى الحالة دى فقط .. لكن انا أشجع عدم وجود وسيط بين الطفل و والديه فى الحالات العادية و ليست الإستثنائية
- ساندوا الطفل في هذه المخاوف :
- إلعبوا مع الاطفال الذين لا يستطيعون الكلام بعد ، فوجود طفل صغير لا يستطيع طرح السؤال بالتفصيل أو التعبير عن مشاعره ده مش معناه أنه مش خايف أو متخوف من الأجواء المحيطة به. . ف من أجل مساعدة هذا الطفل الصغير على التعبير عن مشاعره يجب ان نجلسي على الأرض إلى جواره و نلعب معه .. عن طريق عرض العرائس و رسم اللوحات و قراءة الكتب التي ستساهم في إخراج مشاعره. .. و كويس جدا لو الطفل قدر لوحة تشرح فيها مشاعره ، و ما تزعلوش لو حب يقطعها و قام بفعلا بتمزيقها. .. ده أمر طبيعي تماماً، وهو طريقة جسدية للتعامل مع الإحباط والقلق.
- كما يمكنكم تجهيز لعبة يستطيع فيها الطفل إخافتكم . .. الطب النفسى بيقول عن اللعبة دى انها مراية صادقة للى فى نفس الصغير .. "إذا مثّلتم أنكم خايفيين لكن بطريقة لطيفة، سيتمكن طفلك من الضحك لرؤية شخص كبير في وضعية ضعيفة. وهذا سيساعده على استعادة الإحساس بالقوة ويسمح له بإيجاد حلّ لمخاوفه".
- حافظوا على روتين العائلة حتى ينمو الاطفال من جميع الأعمار بقوة بسبب الروتين.. ف لا معنى للإدعاء بأن الحياة عادية إذا تأثرت عائلتكم و نمط حياتكم اليومية بسبب الأحداث السياسية – و من أهم اللأشياء الواجب الحفاظ عليها كروتين يومى هى : مواعيد الطعام ، الاستحمام، وقت القراءة ، النوم ، اللعب ، الخروج – قد تكون كلها مصدر طمأنة كبيرة للاطفال
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/
مدونة مامى لأول مرة by mamy1st.blogspot.com is licensed under a Creative Commons Attribution 3.0 Unported License.
Based on a work at mamy1st.blogspot.com.
Permissions beyond the scope of this license may be available at http://mamy1st.blogspot.com/.