نجنى هذه الأيام ثمار ثورتنا المجيدة التى اندلعت يوم 25 يناير ، حيث تقرر ان يكون يوم 19مارس يوما لاستفتاء على التعديلات الدستورية .. و انقسم المصريون ما بين مؤيد و معارض .. و بدأ الأطفال يلاحظ هذا الإنقسام الذى تسلل للبيت الواحد و العائلة الواحدة و الأسرة الواحدة .. و بدأ الأب يصف الأم بأنها خائنة للوطن و الأم تتهم الأب انه فاقد للوعى السياسي .
و لم يخرج اطفالنا من هذه المعركة غير ان الشجار بين ابيهم و امهم انتقل إلى باقى سكان العقار .. فالشجار بين الأبوين لم يقف عند هذا الحد و إنما امتدت لسكان العمارة ثم الشارع يسكنون فيها وعمت البلد بأكملها .
و لذلك أرجو من كل أب و كل أم و كل من يناقش موضوع التعديلات الدستورية ان يشركوا الصغار فى المناقشة بعد ان يبسطوا لهم الأمر و يطرحوا الموضوع للتصويت العائلى و عمل صندوق مصغر داخل البيت و فتح الصنادوق بعد الساعة الخامسة ــ او أى ساعة يقرروها ــ و قبل هذا تجرى مناقشة السيناريوهات المتوقعة سواء فى حالة نعم أو فى حالة لا على ان يكون ذلك بمنتهى الحيادية و العقلانية .
و لتبسيط الأمر ارفق لك كل ما تعنيه كلمة نعم او كلمة لا للتعديلات الدستورية .. و أرجو ان لا تمرروا هذه الفرصة دون ان نعلم أطفالنا من هم فوق العاشرة معنى الديمقراطية بشكلها الحقيقى دون تخوين أو ضغط و لكن علموهم الديمقراطية بمعناها الحقيقى .. علموا أبنائكم ان رأيك صواب يحتمل الخطأ و رأى الآخر خطأ يحتمل ان يكون به الكثير من الصواب .
و مع فتح الصناديق و ظهور النتيجة ـ اقصد الصندوق المنزلى ــ يجب ان نعلم أطفالنا ان رأى الأغلبية يجب ان يحترم و يسود .. و نرضى به ، حتى و ان كانت النتيجة ليست كما كنا نرجو لكن يجب ان ننصاع له .. كما يجب ان نعلم أطفالنا ان الإدلاء بأصواتنا آمانة سيحاسبنا عليها الله أولا و شركاءنا فى الوطن و الأجيال المتعاقبة .. لذلك ضرورى ان ندرس جيدا التعديلات الدستورية و نفهم ما سنصوت عليه حتى لا نخون الآمانة التى بين أيدينا .
و الكلام للكبار اولا ، و ارجو ان تقرأوا الرسومات التوضيحية فى هذا المقال لوصول لأفضل اختيار لبلادنا ــ مصر العظيمة .
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة