top ad

الأحد، 28 نوفمبر 2010

صفات المربى الناجح ــ بضم الميم




يدعى كل منا انه يربى اولاده على أحسن و أفضل و اعظم طرق التربية ، لكن لو وقف كل منا أمام المرآة و سأل الكائن الظاهر امامه : " هل تعرف صفات المربى الناحج ؟؟ " . . ترى ماذا ستكون الإجابة .

قبل ان نبحث فى أمر الإجابة يجب ان نعرف صفات هذا المربى لعل هذا ييسر علينا الأمر ؛ و يساعدنا على ايجاد الإجابة حتى و ان كنا لا نمتلك شيئا من هذه الصفات .
من هو المربى :
للمربي هو أى شخص ملتصق و متصل بشكل دائم و تام بالطفل ، و هذا الأخير يتعلم منه فنون الحياة و تفاصيلها ، فقد يكون هذا المربى أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو عماً أو جداً أو خالاً، أو غير ذلك . . . وهذا لا يعني أن التربية تقع على عاتق واحد، بل هى مسؤلية كل من هم حول الطفل ؛ و يساهمون في تربيته ، حتى إن لم يقصدوا.

صفات المربي كثيرة لكن أهمها:
ــ العلم : يجب ان يكون المربى على دراية بامور الحياة و الدين حتى يتمكن من نقلها للصغير
ــ الأمانة : يكون امين على الطفل الضعيف الذى بين يديه
ــ القوة : لأطفال شخصية قوية ،يجب ان أكون أقوى منها حتى اسيطر عليهم ، و القوة لا تعنى القسوة
ــ العدل : و خاصة بين الأبناء ، فان شعروا اننى لا أعد بينهم ، سينصرف عنى من أظلمه ، و سيستغلنى من أنصره دون حق
ــ الحرص : فى كل تصرفاتى ، فالطفل كالأسفنجة يأخذ عنا كل شئ حتى ما لا نعرفه نحن عن انفسنا ، فهو يلاحظه و ينقله ، لذلك يجب ان أكون فى اشد حالات الحرص عند الكلام معه و اللعب معه أو الكلام مع غيره ، او حتى فى حالات الصمت ، فهو يرقب كل تصرفاتنا و يقلده بالحرف كأنه كاميرا سينما
ــ الحزم : و خاصة فى حالة ان أخطأ الأبناء ، فان رضائى بأخطائهم مرة واحدة سيعطيهم انطباعا انه من الممكن التهاون و التجاوز عن هذا الخطأ
ــ صفات ضرورية و عدم وجودها ينسف التربية من اساسها : الصلاح، الصدق، الحكمة.

من أين يكتسب المربى هذه الصفات و مافائدتها على الصغار :
1- العلم:
عُدَّةُ المربي في عملية التربية.. فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، و هذا لا مصدر له غير الكتاب والسنّة، و ده مش معناه انه يكون امام المؤمنين ، لأ ، مطلوب منه يعرف التكاليف الواجبة على كل مسملم عادى . . و كفاية اوى يبقى عارف بالعبادات و العقائد اللى تخليه يعرف يعبد الله ، و يعامل الناس بها

  • ف إذا كان المربي جاهلاً بالشرع فإن أولاده ينشأون على البدع والخرافات، ده غير انه بالشكل ده بيبعدهم عن الحق و طريقه بجهله
  • عندما يكون المربى على علم بالعبادات و العقائد و المعاملات يقدر يختار لأولاده وسائل زرع تلك العقيدة والقيم فى نفوسهم ، ده غير انه بيكون قادر على حماية فطرتهم السليمة .
  • قد نجد اختلافا فى الوسائل التربوية بين الأطفال إذا اختلفت أعمارهم، ف إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل التربوية؛ إذ يختلف باختلاف الطبائع.. وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدَّامة وتيارات فكرية منحرفة، فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات التي تَفدُ إلينا؛ ليكون أقدر على مواجهتها وتربية الأبناء على الآداب و السلوك الحسن

.2- الأمانة:
تتحقق لما يقرر المربى ان يكون قدوة في بيته ومجتمعه، و يسلكُ في حياته سلوكاً حسناً مع القريب والبعيد في كل حال وفي كل مكان

.3- القوة:
تعنى تفوّقٌ جسديٌّ وعقليٌّ وأخلاقيٌّ، وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى؛ لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم ؛ ولكن القليلٌ من أولئك الآباء الذين يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا.

  • ف صفة القوة تظهر عند الأسر المترابطة فقط ، و التى تحترم فيها الأم الأب و توقره ، و الأب يقوم بواجباته تجاه الأسرة و لا يوجه اى كلمة اهانة او حتى لوم للأم أمام الأبناء . . فهذا ينعكس على الأبناء و يجعلهم يحترمون الأبوين مهما كبروا فى السن و تقدم بهما العمر
  • ف التسلط وسوء الخُلق، واللسان الحاد ينتقل إلى الآبناء و يكررونه مع اباءهم ، فيردون عليهم ما سمعوه منهما بالأمس و يهينوهما مستخدمين نفس الألفاظ التى استخدمها الأبوين مع بعضهما البعض .
  • فلا يجب أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان، أو تتهم الأب بالتشدد والتعقيد، فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب واحتقار عقليته
  • كما لا يجب أن تَعرض المرأة على زوجها أمراً فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها، فيتعود الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه.
  • وإن خالف أحد الأولاد منهج اللأسرة فلا يجب أن يتم التستر عليه ، و لكن لابد من جلوس الأم مع الأب لدراسة الوضع
  • يجب ان يبين أحد الوالدين فضل الآخر ورجاحة عقله امام الأبناء

.4- العدل:

العدل بين الأبناء واجب في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة والقُبَل، ولا يجوز تمييز أحد الأولاد . . وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم، حتى كانوا يستحبون التسوية بينهم في القُبَل ، وعاتب النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رجلاً أخذ الصبي وقبَّله ووضعه على حجره ولما جاءت بنته أجلسها إلى جانبه، فقال له: "ألا سوَّيت بينهما"، وفي رواية "فما عدلت بينهما" .

إلا أن هناك أسباباً تبيح تمييز بعض الأولاد كاستخدام الحرمان من النفقة عقاباً، وإثابة المحسن بزيادة نفقته، أو أن يكون بعضهم محتاجاً لقلة ماله وكثرة عياله ــ و ذلك فى مرحلة الشباب و تحمل الأبن مسؤلية بيت و ابناء ــ

.والعدل لا يعني تطابق أساليب المعاملة، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض ، وذلك لحاجتهما إلى العناية. .وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض الأيام للدراسة أو العمل أو العلاج، ولابد أن يبيّن الوالدان لبقية الأولاد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التميز ليس بدرجة كبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية، وهذا الفرق اليسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه.

ومما يزرع الكراهية في نفوس الإخوة تلك المقارنات التي تُعقد بينهم، فيُمدح هذا ويُذم هذا، وقد يقال ذلك عند الأصدقاء والأقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه.

والعدل ليس في الظاهر فقط ، فالبعض يعطي احد الابناء شيئا ما خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء يعلِّمُ الطفل الأنانية والتآمر

.5- الحرص:

ليس المقصود به الحرص الزائد على الصغير ، فهذا مفهوم تربوي خاطئ يظهر في حياة بعض الأسر التى تظن أن الحرص هو التدليل أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون ان نترك له فرصة الاعتماد علي نفسه ، حيث يقوم الوالدان بتلبية جميع رغبات الطفل .. كما يمنعان ولدهما من اللعب خوفاً عليه، و نفس هذه الأم تطعم طفلها بيدها رغم قدرته على الاعتماد على نفسه، و من جهة اخرى يمتنع الأب عن تكليف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير . . فكل ما سبق يفسده الطفل ويجعله اتّكالياً ضعيف الإرادة، عديم التفكير.

أما الحرص الذى نقصده هنا هو الحرص الحقيقي المثمر: و هو إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبَّد الطفلالمشاق أو تألم . . ولهذا الحرص مظاهر منها:

(أ) الدعاء: إذ دعوة الوالد لولده مجابة لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة وأشد إلحاحاً . . ولذا حذر الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – الوالدين من الدعاء على أولادهم فقد توافق ساعة إجابة.

(ب) المتابعة والملازمة: لأن العملية التربوية مستمرة و طويلة الأمد، فلا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً . . والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة، وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة، ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب.

6- الحزم:

الحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق.

وللحزم ظوابط هى:

  • أن يُلزم المربى ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله، وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه سواء من تشريعات و قوانين او تقاليد اجتماعية . قال ابن الجوزي – رحمه الله -: "فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك تأديبه، فيبلغْ جاهلاً فقيراً" .
  • وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه لأبنه، فيدلّله، وينفذ جميع رغاباته ، و لا يعاقبه عند الخطأ، فينشأ الابن ضعيف الإرادة منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه . . وليس حازماً من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة لأبنه ، ويعاقبه عند كل هفوة أو زلّة، ولكن ينبغي أن يتسامح أحياناً .
  • ومن مظاهر الحزم هو عدم تلبية طلبات الأبن ؛ فإن بعضها ترف مفسد . . كما أنه لا ينبغي أن ينقاد المربي للطفل إذا بكى أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا يساعده على تحقيق رغباته وليتعلمَ أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب واحترام.
  • ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان هو النظام المنزلي، فيحافظ على أوقات النوم والأكل والخروج، وبهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأطفال . . ف بعض الأولاد يأكلون متى يشاءون وينامون متى يشاءون ويسهرون بشكل يكون مضيعة للوقت . . كما يقوموا بإدخال الطعام على الطعام، وهذه الفوضوية تتسبب في تفكك الروابط واستهلاك الجهود والأوقات وتنمي عدم الانضباط في النفوس.. وعلى الأسرة الحزم في ضبط المواعيد الرجوع إلى المنزل والاستئذان عند الخروج للصغار – صغار السن أو صغار العقل –"

7- الصلاح:

فإن لصلاح الآباء والأمهات أثر بالغ في نشأة الأطفال على الخير والهداية ، فهو ينعكس على الأبناء ليس لأنهم يقلدون آبائهم فحسب و لكن لأن كل المحيطين بالوالدين يحبونهم و هذا ينعكس بدوره على الآبناء . . كما أن الرجل الصالح يُحْفَظ في ذريته، وتنصب بركة عبادته لله على ابناءه سواء في الدنيا أوالآخرة .. وقد يظن البعض أن هذا الصلاح لا أثر له على حياة الابناء ، هنا يجب ان اسئل هذا الجهبز و اقوله من فضلك " حاول ان تفسر لى معنى الكلمة السحرية و التى تسمى " البركة " . . فلن تجد لها معنى او دليل غير كرم الله على عباده ، و هى لا تمنح إلا للصالحين من أهل التقوى

.8- الصدق:

وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والبعد عن الرياء والفساد في المعاملات، و عدم إخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات ..وقد حذر النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – المرأة المسلمة التي نادت على ولدها لتعطيه شيئا ٍ، فسألها: "ماذا أردت أن تعطيه؟" قالت: "أردت أن أعطيه تمراً"، فقال: "لو لم تعطيه شيئاً كُتبت عليكِ كذبة" .

ومن مظاهر الصدق :

  • ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء
  • وعلي تامربى الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه . . لأن بعض الأطفال يتعلمون الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أفراد أسرته

9- الحكمة:

وهي وضع كل شيء في موضعه، و بمعنى آخر: تحكيم العقل وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون المربى قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من الاستقرار على المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان ، وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها الطفل ؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية . . و فى حالة عدم استطاعة التوفيق بين كل هذه الأطراف يجب ان نصادق ابناءنا حتى لا ينصاعوا لغيرنا ، و نوجد جوا من المحبة بيننا و بين ابناءنا بشكل يسمح لنا ان نوعيهم مما قد يجدونه خارج المنزل

ــ وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وإذا حدث أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم منه اى جدوى ، عليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل، بل تتظاهر بالطاعة حتى يتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.

و لكم تحياتى
مامى لأول مرة

http://www.philips.com.sa/c/avent-baby/179454/cat/?origin=7_gb_en_avent-stages_google___weaning