top ad

الأحد، 27 فبراير 2011

مغامرات رضيع - من الشهرالخامس فيما فوق

























رغم الأحداث التى تمر بها البلاد إلا اننى أرى كل شئ حولى و كأنه يحبو .. و لا أعرف ان كان سيأتى اليوم و تقف البلاد على قدميها أم ستفقدهما و تتلاشى معها قدرتهما على التسلق كما هو حال الفاسدين الذين تتناثر اسماءهم فى كل مكان بالبلاد . . و لذلك شردت بذاكرتى و تذكرت مغامرات بناتى ؛ و هى ليست مغامرات عادية ، إنما مغامرات رضيعتان لم يكملا شهرهما التاسع .


رغم اننى أقرأ بشكل دائم عما يجب مراعاته و تجنبه للتعامل مع الكائن العجيب الملقب باسم الرضيع ، إلا ان بناتى دائما ما تطحن بكل ما قرأت و تدفعنى ان أضرب به عرض الحائط .


ففى احدى الزيارات لطبيبة الأطفال قالت لى الأخيرة انه يجب ان أجلس بناتى فى احد الأركان لأنهما قد بلغتا الشهر الثالث و يجب ان استمر على هذا الوضع حتى الشهر الرابع من عمرهما .. و أحيطهما جيدا بالوسادات لأنهما لا تجيدان الجلوس بعد و قد تسقطان على وجههما . . و بالفعل هذا ما كنت أفعله ، و قررت لأن لا اتركهما وحدهما ابدا إلا و قد وضعتهما على ظهرهما خوفا من أن تسقط احدهما على وجهها مما يعيق تنفسها ، فهن أصغر من ان ترفع كل منهما جسمها او ان تعدل من وضع رأسها . . و فى زيارة أخرى للطبيبة اخبرتنى ، اننى يجب ان أجلس بنتى التوأم فى منتصف الكنبة و اسندهما بيدى برفق حتى يقوى عمودهما الفقرى . . و نفذت الأمر بدقة متناهية . . إلى ان جاء شهرهما الخامس و كنت قد بدأت فى اطعامهما بكميات قليلة من الخضار المسلوق. . . و فى يوم قررت ان اجلس بناتى بسيارتهم ــ سيارة التوينزــ و ادخلهما البلاكونة كى يحصلوا على قسط من أشعة الشمس التى تمدهما بفيتامين " دال " المسؤل عن امتصاص الكالسيوم من المواد الغذائية ؛ و مد جسم الرضيع به فيقوي عظامه و يساعده على الجلوس و الحبو و الوقوف و المشى ، كما يساعده كذلك على نمو الأسنان و الدروس
فى موعدها







و و فعلا ً جبت العربية ، و حطيت الآنسة " هوهوز" بالكرسى الأمامى ، و وراها السيدة المبجلة الآنسة "جى" بالكرسى الخلفى . . و طبعا ربطت كل واحدة منهما بحزام الكرسى بتاعها . . و خدت كل الإحتياطات لتأمينهما ، و قلت أروح أجيب الخضار المسلوق بتاعهم من المطبخ . . و يا دوبك لسة بأملا الببرونا المعلقة بالخضار ، إلا و سمعت اثتغاثة من العالم الآخر قصدى من المكان الآخر ، و تحديدا من البلاكونة ، جريت لقيت "هوهوز" راسها تحت و رجلها لفوق كأنها بتقدم فقرة مع فرقة الحلو فى السيرك القومى ... و تمكن الفزع منى ... و أمسكت بهوهوز و ضمتها بحب و حنان و قلق و فزع ... و أخذت ألوم نفسى ، كيف أتركها مع اختها بمفردهما فى البلاكونة ، كيف اتركهما بمفردهما و هما لم يتجاوزا شهرهما السادس .. و تذكرت اننى لم استغرق غير دقيقة واحدة .. ده غير انى كنت سيباهم هادين و منسجمين مع الشمس و الهوا و معجبين بشكل البيوت اللى بيشوفوها لأول مرة ، ما دى كانت أول مرة يخرجوا البلاكونة . . إيه بقى اللى حصل ، و غير الأوضاع !!!!


اتارى المادموزيل "هوهوز" ابتهجت من الوضع الجديد إللى بتعيشه لأول مرة ، ابتهجت ، فرحت زقطتت بدأت تفرك ، شمال يمين هوب هوب ، دب ، قامت مقلوبة . . و ده يرجع لعيب فى التصنيع ، تصنيع مين ؟؟؟ أقولكم .


عيب فى تصنيع العربية التوينز . . فالكرسى الامامى بالعربة عبارة عن كرسى على شكل حرف " أل" (L) و ليس به أذرع تحمى الرضيع و تمنع سقوطه ، إنما كل ما بها حزام الربط الذى يلف وسط الرضيع و قدميه ، فلولاه لسقطت " هوهوز على رأسها " و أضعات على فرصة الفرح برضيع معافا صحيا ، و تهدر مجهودى الذى بذلته قرابة ثلاثة أشهر فى سندها بالوسادات . . و الحمد لله ربنا ستر و يده حمت ابنتى الرضيعة التى لم تكمل شهرها السادس .. و تمكن الحزام من انقاذها من السقوط .


و منذ ذلك التاريخ قررت أنا و زوجى وضع المائدة المصاحبة لكرسى سيارة بنتى الرضع لتكون حامية لمن يجلس بالكرسى الأمامى . . لا ليس لعدم اهمية الكرسى الثانى ، ولا لعدم أهمية الجالس بيه ؛ و انما لأن بالكرسى الثانى ذراعين طويلين يمنعان سقوط الجالس بينهما حتى لو كنت حضرتك شخصيا .


و طبعا الموقف ده كان أول حاجة شيبت كام خصلة فى شعرى ، و علمتنى انى ما اسبش بناتى لوحدهم لأى سبب من الأسباب ..
نيجى للى بعده . . قد ورد إلى علمى اننى يجب ان أجلس "هوهوز " و " جى " على الأرض بداية من الشهر السادس حتى يعتادا على تحريك العمود الفقرى عندما تحاولان الإمساك باللعب الموجودة أمامهما ؛ و بكدة يكون لديهم مساحة للحركة بس بشرط ان احيطهما بالوسادات و الشلت لحماية رأسهما هذه المرة ، لأن أجسامهما تعتبر أقوى منذى قبل ؛ لكن حتى لا ترتطم رأسهما بالأرض يجب عمل مستطيل من الشلت حولهما . . و مر الشهر السادس ، و كانت بناتى بالفعل تميل فتسقط رأسهما على الوسادات فتسترخى و تترك نفسها مائلة .. و كان هذا الحال يروق لـ "جى " التى لاحظت انها تميل إلى الاسترخاء ، بينما "هوهوز" تسارع بعدل نفسها رغم فشل محاولاتها كل مرة ، لكن اصرارها على النجاح ساعدها على الجلوس و النوم و رفع رأسها بسهولة ، كما ساعدها على الحبو قبل أختها .. و بدأت تغلبنا و تطلع عينا ، لأنى كنت خايفة عليها انها تزحف فى كل الشقة .. و ده ليس رغبة منى فى تقيد حريتها كما هو الحال فى الدول القمعية ، لكن انا كنت خايفة أحسن حاجة تقع على راسها و تعورها .. و كما كنت خايفة لا حد معدى ما يخدش باله منها فيفعصها .. و بدأت ارص فوتيات الليفنج جمب بعضها عشان اقفل فاتحة الليفنج .. و مع ذلك كانت "هوهوز" بتقدر تدفع جسمها بين الإتنين فوتى إللى سرعان ما بيتزحلقوا على السيراميك و بكدة تقدر تعبر و تسيح فى باقى الشقة .. و الموضوع ده شجع أختها "جى " على تحريك قدميه للبدأ فى الزحف ؛ الأول الزحف داخل اللفينج ثم اتشجعت على الخروج منه .. و كما هو حال الجيش مع الثوار ، يقاوم فى البداية ثم ينصاع لرغبة الشعب ... فأنا كنت أقاوم عملية خروجهما من اللفينج ثم اعتدت الأمر وبدأت أضعه فى حسابى حتى تعلمت بناتى المشى


و أتعودت لكن سرعات ما تطورت احتاجات بناتى و طلبهم للحرية و بدأت الزعيمة "هوهوز " بمحاولة الزحف فوق السرير و تحت السرير .. كما تطور الأمر و اصبح رغبة عارمة فى المعرفة .. و وصل الفضول لأدق الأشياء مثل قشر لبة و المحاولات المستميتة فى الإمساك بها .. و بعد عدة محاولات فاشلة إلا النجاح كان حليفة فى النهاية .. و كأن الله يرسل برسالته المرئية مع هؤلاء الرضع ليعلمنا أن الإصرار هو السبي الوحيد للنجاح مهما صادفنا من فشل فلا يجب التراجع .


و لكن الرسالة تستكمل عندما حاولت ابنتى التى لم تستكملا شهرها الثامن الإمساك بالخيال الذى يتحرك على الحائط ... فعندما قررنا وضع بروتوكول لنوم بناتى .. كنا نطفى أنوار الشقة عدا وناسة فى حجرة "جى " و "هوهوز" و فى يوم رفضاتا النوم و بدأت تزحف هنا و هناك فتنطح الحائط ، او تنطح اختها او تقفز من سريرهما على السرير الكبير الملاصق لسريرهما .. و عندما فشلت فى الإمساك بالخيال الذى يتحرك على الحائط ، بدأت تراقبه ، و وجدت انها كلما كرحت رأسها يمينا الخيال يتحرك يمينا .. و عندما تحرك يدها لأعلى الخيال يتحرك لأعلى .. و بدأت تلعوا مع الخيال الظل على الحائط سعيدة به .. قررت ان أنضم إلى لعبتهما و احرك ليدى ليبدو على الحائط انه ثعلب او سلحفاة أو كلب .. و اكمل زوجى باقى الغابة بحركات مماثلة من يده تنعكس الحائط فتزيد من عدد حيوانت الغابة .. و فجأة وجدنا شجرة تتوسط الغابة التى نحركها من خيال الظل .. من أين أتت هذه الشجرة .. انها رأس هوهوز .. فقد نزعت توك الشعر عن رأسها .. و تناثر شعرها فى كل مكان .
و بدت كشجرة .. لدرجة اننا بدأنا نسقف ترحابا بها و نقول لها " مدام شجرة ، مدام شجرة "
و هى تتاميل فرحة بترحاب سكان الغابة بها .. لدرجة ان نسيد " مدام شجرة " اصبحب مقترنا بحركة رأس "هوهوز " و ليس مرتبط بخيال الضل .. ثم شاع النشيد فى الأسر فأصبحت "جى " تتحرك معه ، فى محاولة منها لجذب الإنظار إليها كما هو الحال مع "هوهوز " صاحبة الشجرة الأصلية
لم تتوقف مغامرات بنتى عند هذا الحد ، لكنهما قررتا أكتشاف أماكن جديدة بالمنزل، و كان أول مكان قررتا اكتشافه هو تحت المكتب .. فقد قررت ان تزحف لتدخل و تختفى تحت المكتب فى محاولة لإخراج السي ديهات من الراك و نثرها فى كل مكان .. ثم فتح علب السى ديهات و نثر ما بها كذلك ... و لخوف زوجى على شغله ، قام بحمل هذه السيديدهات و لراك بعيدا عن يد "جى " و "هوهوز" .. و اغلق عليها باب حجرة نومنا التى لم تعرف بناتى بوجودها فى البيت بعد . . لكن هذا الإجراء الأخير لم يحول دون استمرار دخول بناتى تحت المكتب .. لكن خوفى عليهما دفعنى لإغلاق فتحة المكتب برف من رفوف دولاب ملابس .. لكن الغريب اننى فوجئت بمحاولات بنات المستميتة لإخراج اللوحة الخشبى اللى قفلت به المكتب و لأنه ثقيل على ذراعيهما ، فهما لم يتموا شهرهما التاسع ... إلا انهما كانتا تصرخ لكى أساعدهما فى اخراج الرف ليدخلوا تحت المكتب و يخرجوا من الناحية الأخرى ، لكن لخوفى على تصادم رأسهما بفتحة المكتب قررت عدم الانصياع لهما و ترك الفتحة مغلقة .. و مع ذلك استمرت بناتى فى محاولاتهما الفاشلة لإخراج الرف من مكانه الجديد ،،، و مرت شهور دون إن اساعدهما فى فتحة منطقة تحت المكتب ، حتى انصرفوا عنها و اعتقدت انهما قد نسوها .. خاصة ان كل واحدة فيهما قررت تعبر عن شخصيته بشكل مختلف لدرجة انهما ما بقوش يسمحولى انى اشربهم ، لازم يخدوا الكوباية أم بزبوز و يشربوا نفسهم ، و بدأت اسبهالهم لكن تحت اشرافى .. و فى يوم كانت "جى " بتشرب نفسها و عندما شرقت القت بالكوب فوق رأس اختها .. و بقى عندى واحدة شرقانة و التانية بتعيط .. و الحمد لله تداركت الموقف و اصبحت بناتى لا تمانع ان احمل لهما الكوب لكى تشربا ..
عندما أتمت بناتى عامهم الأول أكتشفت انهما لم ينسوا منطقة تحت المكتب فقد تحول إلى مكانهما المفضل .. حيث أصبحتا تتعاملان مع تلك المنطقة على انها بيتهم الصغير الذى تجدان فيهما حريتهما رغم ضيق حيزه و صغر حجمه .
هذه القصة كتبتها : السيناريست / سمر العزب
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة