top ad

الأحد، 20 مارس 2011

الرضع فى الإستفتاء

اليوم 1९ مارس 2011:
قررت ان لا أنام حتى نخرج للاستفتاء مبكرا قبل ما حد يروح .. و عشان ما أضيعش وقت الصبح و اخلى بناتى تآخد أكبر قسط من الراحة ، قررت أحميهم بالليل و ألبسهم حلو أوى .. مش عارفة ليه حلو اوى .. كنت حاسة ان ليلة الإستفتاء و كأنها ليلة العيد .. كنت فرحانة أوى و مزقطتة لدرجة انى ما نمتش طول الليل و فضلت صاحية لحد ما خدت بناتى التوأم إللى عمرهم دلوقتى 19شهر بالتمام و الكمال و رحنا لمدرسة عباس العقاد حيث كانت لجنة الإنتخاب .


لكن قبل ما نخرج من البيت استغربت جدا من زوجى عندما قال لى نعمل سندوتشات للبنات و نآخد ماية و نسلق بيض .. بيض ؟!!! ليه كل ده ؟!!! ده ح ندلى بصوتنا فى مدرسة جمب البيت .. ما عقلتش و احتفظت بأسلتى لنفسى .. و كان سبب سكوت انى قلت ربما زوجى يقصد ان البنات لن يكون لها رغبة فى الإفطار فور الإستيقاظ و احنا كمان ح نكون مستعجلين ، لكن لما ينزلوا الشارع و مع الشمس و الهوا و حركة العربية ممكن يجوعوا .. يمكن


و بالفعل قمت بتجهيز المائونة و لبسنا و خرجنا ..و إتأكدت ان بطاقة الرقم القومى معايا و الكاميرا كمان ، مستعدة بكل أسلحة الإستفتاء ، الرقم القومى للتصويت ، و الكاميرا لتسجيل أى مخالفات .

بعد دقيقتين من اقلاع سيارتنا وصلنا إلى أرض لجنة الإستفتاء و هى المدرسة عباس العقاد .. و فجأة بدأت عيون تلمع .. مين كل الناس دى ؟!!! و تملكنى شعور القذافى و بدأت أقول هاتفة " من أنتم .. من أنتم "

فقد وجدت طابورا طوله نص كيلومتر يحيط بالمدرسة من كل جانب ، سواء انت جهات أصلية او فرعية .. و بدلأ زوجى يلومانى و قالى : " مش قلتك عايز أخرج من بدرى "

ــ بدرى إيه أكتر من كدة ، ده احنا الساعة تسعة و اللجنة بدأت تمانية
و رفض عقلى ان تكون كل هذه الجموع قد حضرت مسافة ساعة واحدة ..و عرفت فيما بعد ان التجمهر على هذا الوضع من السابعة صباحا .. لدرجة ان الناس كانت بتلف على كل اللجان بحثا عن لجنة يمكن التعامل معها بشكل انسانى .
و طلب منى زوجى تحديد موقفى ، ح أنزل و آخد البنات معايا ؟؟ يعنى ينزلى عربية التونز ؟؟ و يشحن فيها البنات ؟؟ و فجأة لقيت الإستفتاء الوطنى محتاج قبله استفتاء أسرى
و قبل ما اتكلم ، اتكلم فين انا بين نارين ، ح اقف ببناتى إإللى ما كملوش شهرهم العشرين فى الشارع ، مش مشكلة الشارع مشكلة ان الحكاية فيها ولا خمس ساعات بالشكل ده .. معقول بناتى إلى ما بتعرفش تقعد عشر دقايق على بعض ح يرضوا يفضوا متكتفين فى عربيتهم خمس ساعات ؟!!
و استشعر زوجى الحيرة إللى أنا فيها ، فهى تخصنى وحدى ؛ أما هو فمن الممكن ان يدخل و يستفتى بعد ان يوصلنا للمنزل ليعود للجنة على ان يقف خمس ساعات .. و لهذا قفز فجأة خارج السيارة ، أخرج عربة التوينز ، وضع بها البنات .. وضع يدى على العربة ليسلمها لى ، بدأت أدفع العربية كأننى منومة مغناطيسيا ؛ و ذلك لأن عينيا معلقة على الطابور الذى كان طوله نصف كيلو أصبح كيلو إلا ربع فى الخمس دقائق التى دارت فيها المباحثات العائلية .

و كدت ابكى لحظة وقوفى فى الطابور فمتى و كيف سيتحرك ؟!! و لأين سينتهى .. و سرعان ما تغير هذا الإحساس و فجأة شعرت و كأننى خط بارليف من هول تدفق الناس خلفى .. و هذا التدفق خفف من حالتى النفسية و فزعى على بناتى ، فقد استشعرت ان هناك من هم أصعب منى حالا .. ما هذه الأعداد الغفيرة ؟؟!!! و بدأت أساريرى تنفرج .. فكل هؤلاء جاءوا من أجل مصر .. جاءوا حبا فى مصر

و أفقت من هذه الرومانسية الوطنية على صوت "هوهوز" إللى بدأت تبكى بشدة ، طبعا عايزة تنام و فجأة لقت نفسها فى الشارع بعد ما شربت بق لبن صاقع عشان يلطف من درجة حرارتها و ما تخدش لطشة برد ، و مش عايزة أقولكم انى باغسل وش بناتى بغسول البوريك عشان ما يسقعوش فى الشا .. و ده إللى حصل فياعينى بناتى ما كانش عندهم أى سبب انهم يفوقوا من نومهم .. و عشان القريفة تزيد و تآخد حدها ان الجو بدأ يسخن و يحرر كأننا فى شهر يوليو .. و بدأت البنات تعيط ، أسكت دى ، دى تقولى هم ، أأكل دى التانية الدبان يقف على وشها ، و للحظ ان الناس حوليا لطيفة جدا و متعاونة جدا ، بس واضح انها بتحترم خصوصيات الغير ، فكنت ملخومة مش بس مع بناتى إللى بتعيط لأى من باقى الطابور إللى كل شوية واحدة تقرب منى بكل لطف و أدب و تقولى من فضلك هشى الدبانة إللى على وش البنت ، و لازم أرد على رقتها بكل رقة قائلة " حاضر " .. و لسة بأهش ، لقيت " جى " بدأت تعيط ، اروحلها ألاقى اختها اتنرفزت .. أروحلها فين ؟ لا دى فركة كعب ، ما حدش يقلق ؛ مش مشوار بأمشيها ، لأ كل الحكاية انى باتحرك بين الكرسى الأولانى و الكرسى التانى فى عربية التوينز ..و بدأت وقفتى تبقى مثيرة ما بين العياط و السندوتشات و البوؤسمات إللى بناتى بتوقعه على الأرض و بألأمه أحطه فى ارضية العربية بتاعتهم عشان حرام ما حدش يدوس عليه . . كل ده و الطابو ر اتحرك نص متر ، ൧൬ سنتى ، هههههههههههههههه


و لم يقطع على فرحة تحرك الطابور إلا الدبانة التى تسببت فى هتاف الجمهير من حولى " السنودتش خلاص ، خديه من البنت خديه "

و بعد قرابة النصف ساعة لقيت نقيب معدى يتفقد الطابور إللى بتهيقلى وصل من عند مدرسة عباس العقاد لحداااااااااااا رابعة العدوية شخصيا .. سبكم من الطابور و طوله و خليكم مع الظابط ، كنت ح بصله شذرا و بعدين قلت حرام شكله صغير مالوش ذنب فى أى حاجة حصلت .. و زى ما يكون النقيب سمعنىى ، جه لحد عندى و ارتبك و بص على البنات بطرف عينه و اتلخبط و فجأة عمل للخلف در

هنا لقيت جوزى ناطت فوق راسى كأنه رئيس مباحث عثر على قضيته المفقودة ، قالى هاه ايه الأخبار ؟؟ ضحكتله باندهاش :" انت سبت مكانك إزاى " .. اتاريه عمل باقتراحى إللى رفضه لما قلته تعالى أقف معايا عشان البنات بتعيط .. بس واضح انه قلق علينا لما ما لقنيش بأرد على الموبيل ، أرد إزاى و الطابور كله مشغول بالدبانة إللى وقفة على سندوتش "جى " .
فقد تعرف زوجى على بعض الشباب الواقفين فى الطابور اللانهائى و استأذنهم يجى يشوف مراته اللى ما بتردش على الموبيل ، و جه عشان يكتشف الناس إزاى متابعين لخمتى بالبنات و بالطابور و بالعياط و بالدبان و بالأكل و بالشمس ، أروح شمال بالبنات ، الشمس ورانا ، أروح يمين ورانا .. و الناس ربنا يخليهم شغلوا نفسهم معايا و بموضوع الشمس ، هو صحيح احنا الساعة عشرة الصبح بس الشمي كانت غريبة ؛ و مع قلة نوم البنات كان فعلا ناقصهم الشمس عشان تزود قريفتهم ، و هنا صعبت على الناس و اقترحوا عليا اطلب من المراقبين انى أتخطى الطابور و أدخل عشان خاطر البنات الصغيرين ، الأول اتكسفت خصوصا ان ده كان اقتراح زوجى فى الأول ، بس أنا قلت الديمقراطية تمنها غالى ، و لازم بناتى تعيش الديمقراطية على حق من غير أى وساطة ؛ و بعدين تعبت ، خصوصا ان إلحاح الجماهير كان أقوى منى ، مش بس الجماهير فى الطابور الرفيق لكن كمان صوت بناتى إللى ما بطلتش عياط من أول ما نزلنا من العربية

قررت اتقدم الصفوف ؛ لحد ما وقفت على أوله قبل عبور بوابة المدرسة الحديدية .. و انا فى الطريق لقيت جوزى سايب دوره وواقف يتكلم مع النقيب المسؤل عن حراسة اللجنة ..قربت منهم ، النقيب هزر مع البنات ، و قالنا انه ح يتجوز الأسبوع الجاى ، و كلمنا عن إئتلاف الشرطة إللى عمله مع زمايله لتغير بعض السياسات .. و كأن الشرطة لها روح جديدة و وجه جديد ، و كأن ده مش ظابط ده واحد صاحبنا نعرفه من زمان و كان مسافر .. . جوزى سألنى : " رايحة فين ؟ "، قلته على اقتراح زملاء الكفاح فى الوصول إلى صندوق الإستفتاء .

هنا الظابط قالى انصحك تدخلى بالعربية عشان لما يشوفوا البنات يتعاطفوا معاكى ، مش عارفة ليه حسيت انه بيقولى تقمصى دور واحدة شحاتة ، و قلت فى سرى ما انا ح آخد بناتى معايا امال ح اسبهوملك .. مش ح أتقمص دور شحاتة ، انا جاية استفتى بكرامتى

و عبرت بوابة المدرسة مع ابتسامات الحضور و ترحابهم و تأكيدهم على ان الأطفال يجب حمايتهم من الشمس ، و بالفعل وصلت عند البوابة المؤدية للفصول حيث لجنة التصويت ووجدت عليها لافتة مكتوب عليها " لكبار السن " و تذكرت احدى الشبات التى وقفت إلى جوارنا فى الطابور اللانهائى و هى تقول لنا انها اوصلت والدتها عند البوابة الخاصة بمن هم فوق الستين و مازختها إلا يمكن ان يعتبرونى انا و بناتى فوق الستين .. و الآن انا أمام تلك البوابة ، انها نفس البوابة التى يعبرها الشباب . . فالجميع يدخل من هنا


قربت على استحياء من صف الشباب على أمل انهم يشوفوا العربية و يعدونى ، بس اول أربعه دوروا وشهم و عملوا انهم مش شايفنى ، يا حرام تعبانين ، أكيد واقفين من بدرى .. قربت منهم أكتر على استحياء أشد و قلتلهم ممكن أدخل مكانكم عشان البنات مش مستحملة الشمس .. واحدة ردت بغيظ مؤدب : " طيب لما يرضوا يدخلونا ، ابقى ادخلى " ... هنا خرجت رأس شاب ملتحى عبر بوابة الفصول و اكتشفت انه هو الذى ينسق الدخول .. اندهشت ان ملتحى ينظم الدخول ، و كانت إلى جوارة سيدة منتقبة واقفة بصدرها فى البوابة ، و رأس الملتحى تعبر البوابة و تعبر المنقبة لينادى قائلا : " عايز واحدة بس "

بسرعة فوووو دخلت شابة و كأنها اختفت خلف نقابة المنتقبة ، كأنها امتصتها .. و بعدها عادت السيدة منقبة لتسد الباب بطولها و بعرضها و بطرحتها و جلبابها .. لم ينصرف نظرى عنها إلا بسب مداعبة بعض كبار السن لبناتى :" الله يا قميلة جاية تدلى بصوتك "
ــ طبعا لازم يعرفوا اهمية الواجب الوطنى
ــ عمرهم تسعتاشر شهر لكن ممكن يقولوا لأ
ــ انتى تخشى تصوتى و احنا نآخد العربية الحلوة دى
ـ لاااااااااا كله إلا العربية
ــ ربنا يخليهملكم
ـ مرسى

و ظلت الكلمات و الحوارت تدور على هذا النطاق من المودة من كبار السن سواء كانوا مسيحين أو مسلمين إلا ان خرج الملتحى و نادى عايز تلاتة ، قلتله ممكن أدخل عان البنات .. قالى : " طيب حاضر ، ممكن أخليهم أربعة " و بالفعل سمحلى بالمرور .. إلا ان الحيطة إللى كانت أمام الباب لم تتحرك ، لدرجة انى دفعت العربة بقوة معتقدة انها لن تمسها مدام هى واقفة بهذا الشكل .. و عندما تنبهت المنقبة انى ح أفعصها بعربية البنات أفسحت لى الطريق .. هنا قال لى الملتحى ساخرا : و العربية دى تسبيها فين ان شاء الله "

ــ ح اسيبها هنا
ــ أجابنى رافضا و ساخرا : " ح تسيبيها هنا كل الوقت ده "
ــ وقت ليه ؟!! انا مش كلها دقتين آخد الورقة ، أعلم ، أحطها فى الصندوق
ــ لا ، أصل فى طابور تانى فوق
ــ فوق ؟!! هو احنا ح نستفتى فوق
استشعر انى ح آخد عليه ، بسرعة صرف نظره عنى و بدا يكلم الناس إللى طالعة و قالهم اللجان فى الدور التانى ، هاه لقيتوها
.. ثم التفت لى قائلا : " هاه تحبى نشيل معاكى العربية نطلعها فوق "

و شعرت بعد فهم لحواره هذا الرجل ، لماذ يتحدث معى بهذا الشكل ، و سألته عن الباب المغلق أمام " هو مش فى استفتاء فى الأودة دى "
ــ اه بس دى لكبار السن
ــ ما تعتبرنى كبار سن و تدخلنى
ــ طيب ، نشوف
ثم تركنى و انصرف عنى إلى أن سألته هاه ح تدخلنى امتى قالى : " لا أصل جوة فى لف كتير ، اطلعى فوق أحسن "
اتغظت منه و قررت ان أتصل بزوجى .. جالى ملهوف ؛ اتهيقله ان حد عمل لنا حاجة .. ما استأذنش حد و فجأة لقيته قصادى بيقولى : " فى إيه ؟؟ فى حاجة حصلت " .. و شعرت ان السيدة المنتقبة قد فعصها زوجى عند دخوله .. و قلت له : " لأ تعالى اقف مع البنات لحد ما أطلع استفتى " .. طلعت بسرعة و قلبى بيتقطع لأنى سبت "هوهوز" بتعيط بحرقة . و بعد ما وقفت فى الطابور ، بدأت أتفحصه و اكتشفت ان طوله ثلث الطابور إللى فى الشارع ، اتصلت بزوجى كى أطمئن على بناتى .. فطمئنى انهم مطلعين عينه و الحمد لله

ــ طيب آجى آخد حد منهم ؟
ــ لأ خليكى انا ح أتصرف

و صدمت لأنى وجدت كم الفصول لا لجان بها عدا لجنيتن ، لجنة للنساء و لجنة للرجال .. و كل لجنة فيها موظفة واحدة وحيدة توحد ربها و هى من تقوم بتسجيل بيانات الناخب أو المصوت و إلى جوار الموظفة قاضى .. و الحمد لله مر الوقت بس تعليقات الحضور الظريف " دول بيزهقونا عشان ما نعملهاش تانى "
ــ بيعلمونا الأدب
ــ مش عايزين ديمقراطية ، اشربوا ديقراطية بقى
ــ مافيش غير موظف واحد فى اللجنة ، ده احنا يا مكتر الموظفين عندنا
ــ خلوا بالكم يا جماعة ، ما تستخدموش القلم إللى فى اللجنة ، القلم صينى بيتمسح بعد ساعتين لو علمت على " لا للتعديلات "

و بدأ كل واحد يفتش على قلم فى جيبه و مع جاره و مع اللى قدامه و مع إللى وراه .. و لم تختفى قصة القلم إلا باقتحام مجموعة شاب فى زى موحد لونه أحمر يعلقون شيت على صدورهم : ما عرفتش اقرا كاتبين إيه لضعف نظرى و ليس لعدم محو أميتى .. و عرفت انهم مراقيبن لمجرد انهم اقتحموا الصفوف من غير تردد .. و فتحوا أبواب و أغلقوا أبواب .. و نظموا الدخول بعض الشئ .. حتى وصلنا لداخل اللجنة .
و إذ بسيدة تجمع بطاقات الرقم القومى من اول عشرة فى الطابور و أنا منهم ، ثم بدأت تنادى علينا واحدة واحدة و من تسمع اسمها تقول أيوة ، فنجد السيدة تنظر فى بطاقتها بسرعة ثم فى وجهها و هى تعطيها استمارة الإستفتاء .. كنا عشرة فى نفس اللجنة بنصوت ، كأننا فى لجنة امتحان مش استفتاء ، و لا ستاير ولا خشى ولا حيا .. و ده كله ليه ؟!! عشان ده إللى اسمه الإستفا ع المكشوف .. ده الحال وصل لدرجة ان واحدة كانت بتسألنى أعلم جوة الدايرة ؟؟ قللها طبعا ، بس حطى علامة صح و خلاص ، قامت موريانى الإستمارة إللى بتوقع عليها و هى بتقولى " كدة ؟؟"
رديت عليها بكل تلقائية ، أيوة ، و بعدين شهقت من هول الصدمة .. " إيه إللى احنا بنعمله ده ؟!!!
و الشاهقة كانت زيادة شوية : لأنى لقيتها معلمة على الدايرة الخضرا ، يعنى نعم للتعديلات الدستورية
لأ الأحلى من ده كله ، ان السيدة التى جمعت منا بطاقات الرقم القومى بصت للطابور بتاعنا و قالت : " معلش لو مافيهاش تكليف ، ممكن تروحى الجنة رقم ... و تقوليلهم لجنة 16 /൪ مافيهاش حبر ، الحبر خلص خلاص ، خليهم يبعتولى حبر .. قوليلهم المستشارة فلانة ما عندهاش حبر "
الست ما كانتش بتوجه كلامها لحد ؛ هى كانت عايزة أى واحدة تعتبر الكلام لها .. و فعلا فى واحدة تطوعت انها تتأخر على دورها و تروح تجيب الحبر .. و هنا بس عرفت ان اللى بتسلمنا الإستمارات هى القاضى إللى على كل صندوق و بقيت مش عارفة اتعاطف مع الست و لا أجرمها و لا أجرم المشرف على الإستفتاء من أساسه ، المهم خدت استمارتى و وقفت على جنب مش عارفة أعلم جوة الدايرة ، براها ، فوقها ، تحتها ، اكتب ، أحط علامة صح ولا غلط .. لحد ما واحدة سألت : " أمضى جوة الدايرة ولا تحتها "
قالت المستشارة : " أمضى جواها ، جوة الدايرة ، ثم استدركت الأمر قائلة : " لأ تمضى إيه ، حتى علامة صح "
و بدأنا نحط الإستمارات فى الصندوق كأننا فى مسجد الحسين و كل واحد واقف يزق إللى جمبه عشان يحط فلوس فى صندوق الندور قبل الحارس ما يجى يمشينا من المسجد .. و قدرت بحمد الله وضع طى الإستمارة ووضعها بالصندوق ، ثم رفعت رأسى و أنا بألف ورايا عشان آخد بطاقتى الشخصية لقيت طوفان من البشر جوة اللجنة . ده بقى إللى اسمه الإقتراع الجماعى .. و الظاهر المستشارة خدت بالها ان إللى بيحصل ده مش قانونى ، قامت قايلة بحسم : " شئ من النظام شئ من النظام ، ، يا ريت نقف طابور "
و فعلا الناس استجابت من غير أى لماضة ، و كله و قف طابور ، و بدأت المستشارة تنادى على إللى بطاقتها قدامها عشان تحط صباعها فى الحبر الفوشيا الفوسفوريك ، بعد ما تكون ماضيت فى دفتر التوقيعات و الموظفة خدت بياناتها .. و المستشارة واضح انها ست طيبة و بنت حلال لأنها ما بدققش فى حكاية رقم الصباع المرشح لغمسه فى الحبر ، و لا درجة و عمق الإنغماس فى الحبر ، المهم انك تلمس الحبر و تتلغوص زى بيض شمس النسيم .
و أخبرى زوجى ان اللجنة عنده كانت أقل تعلقا بالحبر ، لدرجة ان ناس كتير خرجت من غير لغوضة .
لكن احنا لجنتنا كانت منضبطة و إللى كان يغمس يآخد بطاقته و يخرج و هو بيتشاهد ، مسيحى مسلم كله يتشاهد .. نزلت بسرعة لزوجى و قلتله و انا أحمل "جى " و أقبل " هوهوز " اطلع فورا للدور التانى .. هو جرى على اللجنة و أنا لقيت بناتى مفرهضين من الحر .. ما احنا وقفين فى مكان مساحتة نص متر فى متر .. فتحتلهم الشباك إللى كان فى المكان وسط دعوات كبار السن إللى تقريبا كانوا بيطلعوا فى الروح زى بناتى بس مش قادرين يصرخوا زيهم .. بدأت أخفف لبناتى هدومهم .. حسوا براحة ، بدؤا يضحكوا و يعبوا ، وقفتهم فى الشباك عشان يبصوا على الناس و يتنفسوا هوا ، معلش كان نصه تراب بسبب الزرع إللى كان داخلنا منه و محمل بالأتربة زى الديمقراطية المصري تمام.
الحمد لله ارتحت انى قمت بمهمتى الوطنية و اطمنت على بناتى ، و استعديت نفسيا ان جوزى قدامه ساعة فوقفت من غير تأفف .. و كانت الناس لطيفة جدا و مالفتش نظرى غير الملتحى كلاكيت تانى مرة و هو ماسك علبة مناديل بيسأل حد عايز مناديل .. خرجت من مدرسة الإستفتاء إلى بيتى و انا مش عارفة آخد قرار عن الشاب ده !!!
لحد ما جوزى قالى ان نموذج الشاب الملتحى ابو علبة مناديل كان منتشر فى كل اللجان بمصر و كان يقرب من المصوتين بعلبة المنديل وهو بيقولهم " نعم " ان شاء الله .. قلت له طيب الحمد لله انه ما سألنيش كنت ح أقوله ح ابعتلك أما نعيمة لأنها صاحبة حزب نعمين .. أما انا فمن أنصار حزب تؤ تؤ و تحديدا لاع
عشان كدة لما طلعت نيجة الإستفتاء نعم قررت أعمل مدونة جديدة اسمه " لاع يعنى نو "
و عنوانها
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة

midlle ad