top ad

السبت، 27 ديسمبر 2014

البرد قبل التكيف أحيانا 2


ولدت بناتى فى شهر أغسطس أى فى عز الحر ، و كانوا فى المستشفى بيشغلوا التكيف طوال اليوم و ما يوقفهوش إلا فى حالة تغير الحفاضات . . و كنت قلقة جدا ان تصاب بناتى بالبرد ، خاصة و انا اسمعهما تعطسان كلما تم تشغيل التكيف ، لكن الممرضات بمختلف أعمارهم و أطوالهم و خبراتهم و عناوينهم و ساعات نباتشياتهم اكدوا لى ان أول عطسة معناها ان جسمهم بيظبط حرارته . . و تعاملت مع هذا المعتقد طوال فصل الشتاء و خاصة عندما كنت أخرج بناتى من حجرتهما لليفنج رووم .
و قبل ان تتم "جى" و هوهوز" شهرها الرابع اصابهم ابى بالبرد عندما كان يلعب معهما . . و السبب الذى اضطر زوجى لعدم توجيه أى لوم لى و لا لأبى ان البرد غلطته . . ايوة ، لأنى كنت نايمة لما بابى جه من اسكندرية و زوجى العبقرى لم يمده بغطاء كاف رغم ان الشتاء فى بيتنا قارص قارص قارص ، يعنى اللى مسافر الإسكيمو ممكن يجلنا ح يحس بمتعة السفر لبلاد الثلج بالظبط . . الكلام ده فى بيتنا بس لكن البرد فى القاهرة عامة معقول و محتمل . . و لعلمى بالصقيع الذى أعيش فيه اتصلت بطبيبة بناتى و وصفت لها الحالة قالتلى يخدوا " تراى أمينك " تلت نقط فى تلت مرات و سيفيلين و محلول ملح عشان الخنفرة . . و طلبت مننا نأجل تطعيمهم يومين لحد ما يخفوا عشان ما يجهدوش . . و الحمد لله قاموا بالسلامة . . و امعانا فى تقوية جهازهم المناعى الدكتورة قالتلنا ممكن تدوهم كل يوم 3 نقط فيتامين سى فى فترة الشتاء بس ، و فعلا فضلنا على الحالة دى لحد دخول الربيع .

و فى ليلة ليلاء ، أن ان ان [دى موسيقة تصويرية ] البنات نامت الساعة حداشر و فجأة صحيت على الساعة واحدة . . و كان بابى عندنا ، و لاحظ ان البنات بتتلوى فى السرير ، مرة شمال و مرة يمين ، الراس تتحرك الأول لليمين در ، و بعدين الجسم وراها ، و بعدين نأخد الشمال در و الباقى وراها . . و قالى دول حرانين ، قلتله : مش معقول الجو صحيح مكتوم بس مش كتمة الفول المدمس ، أمال لما نوصل للمدمس ح يحملوا إيه " قالى طيب هاتى حاجة أهويلهم
و ده لأنه عارف ان المروحة ممكن تبردهم ، فمطلبش المروحة . . و بدأ يهوى على "جى " لحد ما استرخت و نامت . . فقرر يعيد التجربة مع "هوهوز" لكن على مين ؟ "هوهوز" خدت عبرتها من  اختها و مش ممكن تستسلم بسهولة . . و فضل بابى يهوى كأنه بياع درة اترقى و بقى بيشوى كباب ، كان سعيد جدا رغم المجهود إللى استنفذته منه "هوهوز" فعلا أعز الولد . . و هنا بدأت اتخوف من هجوم الصيف فجأة علينا فماذا سنفعل و بناتى لا تستطيع النوم فى الحر ، و انا لسة مش محترفة شوى درة ، انا يدوب هاوى أكل درة .
و طبعا زى أى زوجة مصرية بينشف ريقها مع جوزها عشان ينفذ لها طلبها ، و بعد إلحاح شديد استمر لعدة ايام عشان تركيب تكيف 
فى أودة البنات انجز زوجى العبقرى و قالى :" يالة يا ستى

ــ هاه عملتلى مفاجأة و ركبت التكيف و انا فى المطبخ
ــ لأ ، جبتلك عرض عشان تنقى
ــ مش عايزة انقى عايزة أتهوى
ــ ان شاء الله ح تتهوى
ــ تقصد إيه
ــ هاها ( انها ضحكته التى تحمل علامات الخبث و الدهاء ــ انها ضحكة التعلب المكار التى قال بعدها
" ح نركب الكيف"

و الحمد لله زوجى وجد العرض اللى اتحمس له  و اتصل بشركة كان اتصل بيها من سنتين و طلب منهم يجوا بكرة يركبلنا الجهاز . . و قعدنا نستنا ماحدش جه اتفق مع ناس يجوا يركبوا ، بقاله اسبوع متفق معاهم ، و لا حس و لا خبر . . هما كانوا مستنينا نطلبهم عشان يجيلهم عقد عمل فى الخارج .



عندما كانت تمر بالبلاد موجة حر ، أهب واقفة و اقول و لازم أجيب تكيف ، مش عشانى لأ انا أستحمل أروح خط الإستواء ، لكن عشان بناتى . . و أقنعت زوجى بأهمية التكيف للبنات ، و لكنه كان ما يشغله فاتورة الكهربا ام زبالة ، أقصد التى ندفع عليها رسوم جمع القمامة التى لا تجمع 
 طب هو احنا بندفع الزبالة ليه ؟
 ما احنا لو ما دفعناش مش ح يشيلوا الزبالة 
. طيب و لما بتدفعوا بيشلوها ؟
 لأ
 طيب بتدفعوا ليه ؟!! 
عشان نحافظ على النظام إللى حطاه الحكومة الزبالة
قصدى اللى بتلم الزبالة

ده كان حوارى مع نفسى لما افتكرت فاتورة الزبالة ام كهربا او الكهربا ام زبالة

. . عشان ما أطولش عليكم المهم بالعافية جوزى طلب شركة تانية و جم فى نفس اليوم . . و بكدة ركبنا التكيف بتاريخ خمسة ، خمسة ، ألفين و كام ، لأ ، مش و خمسة ، ألفين و عشرة ،كان المفروض تبقى و خمسة عشان الحسد . اتصلنا بشركة تانية و ركبنا التكيف فى نفس اليوم . . و طبعا انا تخيلت انى ح أعيش الربيع فى هذه 
الليلة .. إلا اننى عشت تحت الردم
________________
مش حد يقولى ان تركيب التكيف بيملا الجو غبار و عفار بسبب الحفر و النقر عشان تركيبه ، المشكلة ان التركيب بدأ الساعة سابعة و انتهى الساعة تسعة ، و البنات عايزة تانم الساعة عشرة ، و التراب ده ، مش ممكن يناموا فى أودة فيها غبار ، نفسهم ، يجيلهم حساسية . . و بدأت رحلة الكفاح لإعادة الحجرة سيرتها الأولى و لبست ملابس موظفى الحى الذين يتسرب إليهم علم بأن المحافظ ح يمر ليبدأ الرش و المسح و الزرع و الزينة و تلوين الفترينة .
ياهه الحمد لله ، رجعت الأودة جميلة ، و جلست تلت دقائق آخد نسى و أحمد ربنا على التكيف ، و فجأة بدات "جى" و "هوهوز" تصرخ . . إيه ؟!!! فى إيه ؟!!!!




لأ ، ده هوهوز ساندة على عربيتها و رافعة رجلها التانية على ضهر اختها . . طب هى بتعيط ليه ؟ ده المهم ؟ . . ما هى مش عارفة تقف عشان اختها بتتهز تحتها ، عايزة حد يثبتها بمسمارين
جرينا على البنات و خدناهم و دخلناهم يناموا ، و قبل ما نشغل التكيف سمعنا هتشى ، هتشى ، هتشىىىىىىىىىىىىىىى . . مين ده ؟!!! . . دى الأنسة "جى " واضح انها خدت برد . . برد ؟!!
ده احنا جبنا التكيف عشان ما تخدش برد . . اشرحلكو . . "جى " بقالها يومين تقوم من النوم عرقانة ، و طبعا مع أى نسمة ممكن العرق ده يبردها . . لكن لما تكون درجة الحرارة معتدلة ما تسمحش بأى عرق يبقى ان شاء الله مافيش برد . . المهم خدناها و خرجنا برة الأودة و فضلنا من الساعة حداشر لحد الساعة اتنين نحاول ننيمها ، تنام و فجأة مناخيرها تتسد تصحى مخضوضة . . لازم أحطلها محلول ملح ، طيب المحلول إللى عندى رميته ، لأن مدة صلاحيته بتخلص بعد ما يتفتح شهر واحد . . و نزل زوجى الساعة اتنين بالليلة اشترى محلول ملح من الصيدلية ، و قطرنالها ، لكن الموضوع قلب بعطس و كحكحة ، و قررنا نبدأ رحلة الثلاثة أيام مع تراأمينك و فيتامنين سى و نقط محلول الملح كل ما مناخيرها تتسد . . و الحمد لله "جى " بدأت تتحسن ، لكن طمع الإنسان و عدم اكتفاءه بما رزقه الله بيعمل مشاكل كتير . . فقد كانت المادموزيل "هوهوز" تقترب من "جى " ببطئ ببطئ ببطئ و فجأة و على حين غرة تنتش منها التيتنية لتقذف بها فى فمها . . و طبعا ده أصاب المدموزيل المذكورة بالبرد ، و اضطريت أكرر نفس العلاج لمدة تلت أيام تانيين . . . مع انى جبت التكيف عشان ما يجيلهمش برد ، لكن البرد سبق التكيف و انتصر عليهم و عليا . . و عشان كدة بدأت أحطلهم كام نقطة من الليمون فى شوربة الخضار كنوع من المقاومة الشعبية  فى لخبطة الجو المؤذية دية


و لكم تحياتى
مامى لأول مرة