تتعجل الأمهات فى موضوع خلع حفاض طفلها و تقرر ان ُتجلس ابنها على البوتى ــ القصرية ــ فى اسرع وقت ممكن ، عملا بسلوك جدتنا التى لا تمل من قول هذه الجملة : " ده انا كنت بأقعد مامتك على القصرية و عمرها شهرين "
رغم ان الكلام ده احتمال ما يكونش فيه أى مبالغة ، لكن كمان مش مناسب لعصرنا ، لأ مش بسبب ان الأمهات ما عندهاش وقت ، ولا لأن البيبى لسة ما بيعرفش يقعد ، و لا بسبب العلم الحديث إللى قال ان ذاكرة الطفل ما بتشتغلش قبل ست شهور فمهما عملنا عشان نعوده على حاجة مش ح يفتكرها و بالتالى مش ح يعملها . . لكن الحكاية كلها ان جدتنا كانت بتستعمل الكوافيل القماش ، و اللف القطن ، و دى كانت بتتبل بسرعة البرق و بتحتاج تتغير مرتين فى الساعة ، و على الأم انها تغير و تنضف البيبى و تغلى و تغسل و تنشر الكوافيل ، فكان من الأسهل لها انها تقعد البيبى طول النهار على البوتى ــ القصرية ــ عشان ترتاح من الفيلم السابق ذكره .
و عشان كدة ح نحاول مع بعض نحط الخطوات اللازم اتباعها مع أى رضيع أو طفل حتى نصل به لمرحلة التحكم فى التبول سواء ليلا أو نهارا ً
قبل ما نقرر ندرب أطفالنا على التحكم الإرادى فى التبول و التبرز لازم نعرف بعض النقاط :
ــ السن المناسب لتدريب الطفل على الجلوس على البوتى او القصرية أو قاعدة التواليت ــ قاعدة البيبى مش القاعدة إللى بيستخدمها الكبار ــ السن المناسب يبدأ من عمر 18 شهر حتى سنتين
ــ فى سن 18 شهر و حتى سنتين تكون عضلات الطفل المسؤلة عن التحكم فى التبول او التبرز قد اكتمل نموها ، و يكون الطفل قادر على الشعور بها
ــ فى هذه السن يكون الطفل قادر على فهم و استيعاب المعلومات الخاصة بهذه المهارة
ــ و بما ان عملية التحكم فى البول أو البراز تعتبر مهارة فهذا يعنى انها محتاجة إلى تدريب ، و التدريب ينقسم إلى عدة خطوات للوصول للنتيجة المطلوبة بنجاح
ــ كما يجب ان نعرف أن التحكم فى التبول ينقسم إلى ست مراحل ، كل مرحلة تحتاج إلى اسبوعين على التدريب كحد أدنى ، و ست اسبابيع كحد أقصى و بعض الأطفال يصل معهم الأمر إلى شهرين . . . و هذا يعنى ان تدريب الطفل على التحكم فى البول بشكل جيد يحتاج إلى ستة أشهر فى المتوسط ، لو افترضنا ان الطفل يحتاج شهر لتعلم كل مرحلة .
- أسباب فسيولوجية و اهمها ان سن الطفل يكون صغير جدا عن السن المناسب لتعلم تلك المهارة ، و بالتالى تكون عضلاته ضعيفة لا يقوى على التحكم فيها .
- اسباب نفسية غالبا ما يرتبط بالعنف فى الأسرة و غالبا يكون عنف بسبب التبول نفسه
- جهل الأهل بخطوات تدريب الطفل على التحكم فى البول
- عدم تدريب الطفل بشكل كاف و فى السن المناسب
لذلك يجب ان نتذكر : انه بامكاننا تدريب الطفل على استعمال البوتى او القصرية من عمر سنتين و يستمر التدريب حتى سنتين و نص فى المتوسط ، و هناك بعض اطفال تصل لعمر ثلاث سنوات و آخرين يتم تعليمهم و تدريبهم فى سن أقل من سنين و نصف . . هذا يتوقف على استيعاب الطفل و قدرته ، و قوة عضلاته .
المرحلة الأولى :
نشرح للطفل ما نريده منه بالتحديد . . يعنى نقوله اننا نفسنا انه يسيب الحفاضة ، نقوله ان الكبار ماحدش بيلبس حفاضات ، نشرحله ان البوتى او القصرية او قاعدة التواليت ممكن تساعده على الموضوع ده . . و على قدر علاقتك بابنك ، ح تقدر تبتكر وسيلة لإفهامه إيه إللى انت طالبه منه بالظبط
المرحلة الثانية :
الطفل يفهم إللى احنا طلبناه منه و يبدأ يتجاوب فى الجلوس على البوتى ــ القصرية ــ زى مثلا انه يشير لكم على الحفاض لما يحب يعمل تواليت ، او يجيب القصرية و يجيلكم ، او يدخل الحمام و يبدأ ينادى بأى كلمات يعرف ينطقها . . و حاجات من هذا القبيل
المرحلة التالتة :
أهم شئ يميز هذه المرحلة هو ان الطفل فهم احنا عايزين إيه . و حاول تنفيذه بس فشل . . يعنى كل مرة يدخل التواليت نفاجئ انه بل الحفاض أو تبرز فيه . . و قبل ان تغضب الأم أو ينفعل الأب لازم يفتكروا حاجة مهمة جدا و هى ان الطفل ده من كام شهر ما كانش بيقول ولا بيعبر عن رغبته فى دخول الحمام او استخدام القصرية او البوتى او التواليت ، و بدل ما نغضب من الطفل نفرح انه وصل للمرحلة الثالثة . . فمعنى ان الطفل يقول فهذا شئ يجب ان نقدره للطفل . . و نحفزة على النجاح و نأكدله انه المرة الجاية ح يقدر يعمل بعيد عن الحفاضة لكى نحافظ على ثقته بنفسه ، و عندما ينجح ، فنعرف ان نجاح هذه المرحلة هو نجاح الصدفة و مع ذلك نصفق للطفل و نهلل و نقبله حتى نترك بداخله حافز لمقاومة التبول و التبرز فى الحفاض
المرحلة الرابعة :
هذه المرحلة هى الأكثر حساسية و خطورة ، فبعد ما علمنا الطفل يعبر عن حاجته لدخول التواليت ، ثم تمكن من طلب دخول التواليت . . ثم دخل و جلس على القاعدة : مرات يفشل و مرات ينجح .
و لكن خطورة هذه المرحلة هى ان الطفل نجح فى مرات عن عمد بينما فشل عن غير عمد . . و هذه هى النقطة إللى فيها يتصاعد الموقف بين الطفل و الأهل . . ف الأم تعتقد ان ابنها يعاندها ، و عندما يفشل فهو يفشل متعمدا ً بدليل انه تمكن من انجاز مهتمه سابقا بنجاح و على أكمل وجه . . و هنا تلجأ الأم للعنف ، معتقدة انه الحل السريع . . و هذا خطأ شائع . . ف الحل فى هذا التوقيت اننا ندعم الطفل و نزوده بالثقة فى نفسه و نأكد له انه المرة الجاية ح ينجح و ح يقدر يأدى مهمته بسلامة و يسر . . و فى الحالة دى لازم نحول الموضوع لتحدى عند الأطفال عشان يقدر يساعدنا فى حله .. و لا نعنفه أبدا حتى لا تتحول الحالة إلى حالة نفسية .
من ناحية أخرى يجب ان تكون الأم ستر و غطا على ابنها ، يعنى ما تفضحش سره قدام العيلة حتى و ان كانت الأسرة المصغرة و المكونة من الأب و الأخوة حتى لا يفقد الطفل ثقته فى نفسه .
فعندما يفشل الطفل فى التبول او التبرز فى هذه المرحلة و هذا التواليت : فهذه فرصة ذهبية للأم لكى تقوى علقتها بطفلها ، و تقوله " احنا مش ح نقول لحد خالص على إللى حصل ده " ، بل و يجب ان تبحث الأم عن أى ايجابية قام بها الإبن فى هذا اليوم للاشادة بها أمام الجميع ، فبهذا الشكل ستزداد علاقة الطفل بأمه و ستقوى ثقته بنفسه و سيجتاز المرحلة الرابعة بنجاح و يقدر يتحكم فى تبوله بسهولة المرات القادمة .
المرحلة الخامسة :
فى هذه المرحلة يكون الطفل نجح فى التحكم فى التبول طوال النهار إلا انه يفشل فيه ليلا
فى هذه المرحلة يكون الطفل نجح فى التحكم فى التبول طوال النهار إلا انه يفشل فيه ليلا
قبل ما نعرف تفاصيل المرحلة دى لازم نسأل نفسنا سؤال :
ــ يا ترى ابنى فى سن تعلم كيف يتحكم فى تبوله ولا هو أكبر من تلك المرحلة ؟
ــ هل عدم التحكم دائم أم فى مناسبات بعينيها ؟؟ زى النوم خارج المنزل ، زيارة شخص بعينه ، ولا الحكاية دى بتحصل لما بيكون عيان ؟ أو بتحصل لما يكون فى حاجة ضيقته ؟
لما باجاوب على الأسئلة دى ده بيساعدنى أعرف ان ابنى ما بيعانيش من مشكلة عضوية تكون السبب فى عدم تحكمه فى التبول . . و إزاى نتغلب على الموضوع ده ح نقوله بعد شرح المرحلة السادسة
المرحلة السادسة :
و هى ان الطفل يكون قادر على التحكم فى التبول داخل البيت و خارج البيت سواء كان فى الصباح او بالمساء
فلو ابنى بعد ما مر بالخطوات السابقة لازم أسأل نفسى سؤال مهم : " يا ترى ابنى أو بنتى كانوا متعلمين الخطوات إللى فاتت صح ، و لا ده كله كان نتيجة ضغط عليهم "
لو مش متعلمين صح نراجع تانى الست خطوات ، و تأكدوا انها مش ح تآخد نفس المدة ، المهم ما نضغطش على الطفل عشان فترة التدريب تمر بنجاح
لكن لو ابنى او بنتى كان متعلم كل خطوة و كان بيأديها بشكل صحيح ، يبقى ساعتها لازم ندور على الشئ إللى جد فى حياة هذا الطفل . . و قد يكون سبب عضوى او سبب نفسى ؛ و ألسباب النفسية قد تكون اشياء تبدو تافة لنا مثل تغير سرير الطفل ، تغير مدرسة الطفل ، أو اى تغير يؤثر على نفسية الطفل بشكل شخصى و قد لا ندركه نحن لأنها حاجة تحصه هو جدا جدا جدا
أسباب عضوية تؤدى لعدم التحكم فى التبول :
- إلتهاب عند الطفل
- املاح
- اصابة لأنواع معينة من الديدان
- مشاكل فى منطقة المثانة
المطلوب من الأسرة فى اثناء عملية التدريب على التبول :
- هو التحلى بالصبر بالمعنى الحرفى للكلمة ــ كما نصبر عليهم فى تعلم الكلام و الكتابة و استخدام الشوكة و الملعقة ؛ نصبر عليهم كذلك حتى يتحكموا فى أنفسهم فى موضوع التبول
بعد ان يمر ابنى بالست مراحل السابقة و تأكدت انه اجتازها بنجاح ، هذا النجاح لا يعتمد إلا بعد مرور سنة كاملة من تاريخ بداية التدريب
- نسيطر على كمية السوائل إللى داخلة جسم الطفل قبل النوم ، و ده معناه انى أتأكد ان الطفل ما شربش ماية أو أى سوايل قبل النوم بساعة و نص أو ساعتين ,
- يجب إيقاظ الطفل ليلا لدخول الحمام بشكل يومى و مستمر. . فهذا السلوك سينمو بداخله و يعوده على الإستيقاظ من تلقاء نفسه و بمفرده فيما بعد عندما يشعر بالرغبة فى قضاء حاجته ، لأن هذا الأمر سيحفظ فى الذاكرة الإنفعالية و سيجد الطفل ارتباط شرطى بين امتلاء المثانة و دخول التواليت
- يجب أن أزيل أى اسباب للتوتر عند الطفل ، و ما اسبهوش يدخل السرير و هو مضايق سواء بسبب نقاش عائلى او بأى سبب آخر حتى لو هو اللى فتح الموضوع ، اغيره
