كتب مصطفى عوض
في الأتوبيس لـ بنها .. ست قصادي طول الوقت عماله تثني على بنتها
وتزعق في ابنها .. ومقعده البنت على كرسي والولد على رجلها رغم انهم قد بعض ..
تنادي البنت بـ شروق والولد بـ يا بليد ..
قلت له: تعالى هنا جنبي يا حبيبي.. الولد مسحوق الذات.. يفكر ألف مرة
قبل أن ينطق الكلمة.. وكلامه ثقيل.. وضعيف التواصل لا يرد على معظم الجمل ..
كلمته براحه.. واديته فلوس حاسب لنفسه ع الكرسي.. واعطيته الكراسة
اللي بكتب فيها بعض ملخصات كتاب معايا.. وقعدت أختبره.. وكل حرف يكتبه أثني عليه
بأعلى صوتي.. أسمع اللي حوالينا..
العجيبه ان الست كل شويه تتدخل: دا خيبان.. طب شوف شروق كده شاطره
ازاي.. قل لها على أي كلمه كده.. والبت لسانها زي الحرباية.. وطالعه في العريض..
وبتتمنظر على أخوها..
أحبطهم الاتنين.. عمرو أشطر منها.. والبت مش جدعه.. ووحشه..
البت كانت هتفرقع وانا عمال أثني على أخوها عمرو قدام الناس ومحبطها..
عارفه هو أشطر منك ليه!
عشان أول ما قلت له اكتب اسم حد .. كتب اسمك .. شروق .. عشان هو بيحبك
.. وكمان بيقول عليكي شاطره .. لكن انتي بتقولي عليه كلام مش كويس .. يبقى هو أحسن
منك ..
المهم في ظرف نص ساعة من الثناء على الولد ودعمه نفسيا.. كأنه نشط من
عقال.. ولسانه فك وصار يرد على كل الكلام ويرد على أخته وعلى أمه.. ويكتب اللي
أقول له عليه.. ويحكي لي عن قصص بيروح يقراها في المدرسه مع واحد صاحبه.. في أولى
ابتدائي وبيقرا قصص مع صاحبه وشايفينه بليد.. كانت روحه هناك مكبوته..
اكتب لي اسم صاحبك.. كتب: عاصم..
أعطيته 100 جنيه.. وقلت له: اشتري بيها كلها قصص.. وابقى ادي لعاصم
قصه.. ولو شروق عايزه تقرأ معاك ابقى خليها تقرأ..
الولد كان سعيد جدا.. وحسيت ان امه واخته محبطين ان الكلام دا مكانش
مع البنت اللي هي تستحق..
الولد بص لأخته وقال لها: هبقى أديك شوية قصص ليكي يا شروق..
البنت فرحت.. قلت لها: شوفتي بيحبك ازاي! قالت: وانا كمان بحبه..
أمه كانت رافضه ياخد الفلوس.. قلت لها ملكيش دعوه.. دي لـ عمرو صاحبي..
قلت لأمه وهي نازله: اياك تقولي له كلمه وحشه تاني.. هتقولي له شاطر
هيبقى شاطر.. وهو شاطر.. والله شاطر.. بس انتو بتفقدوه ثقته بنفسه..
ربنا يسترها عليك يا عمرو من أمك وأختك.. أحيانا يكون أفضل ما يسديه
أهل لابنهم أن يكفوا أذاهم عنه.