أمس كانت الزيارة الدورية لطبيبة بناتى ، و انا أستعد لهذه الزيارة جيدا ً . . فقبلها باسبوعين اسير فى المنزل كأنى كمسرى ، ليس بمعنى اننى أطلق صفافير الإقلاع كلما خرج أحد من المنزل أو دخل ، إنما بصورة من لا يتحرك إلا و القلم فوق أذنيه . . و فجأة تقفز الورقة بين يدى لأدون أول بأول كل سؤال يخطر ببالى . . و لا ابالى بتعليقات زوجى الذى يسألنى عن كم المخالفات التى سجلتها اليوم ، فهو يرانى شرطى مرور يسجل مخلافات بكل من يمر بميدان الرسبشن أو من لا ينضبط فى اليو ترن [U-turn] الخاص بالليفنيج . . و لأنى مشغولة جدا و مركزة اوى فى جمع أكبر كم من الأسئلة لكى ألقى بها فى جعبة طبيبة "هوهوز" و "جى " فلا ابالى بتعليقات زوجى و التى تحاول ان تسمح بالسؤال الفلانى ان يفر منى . . لذلك كنت لا اجيب زوجى سلبا و لا ايجابا ، فيجب ان أذهب للطبيبة محملة بكل السينات و عليها هى الجيمات
و جاه اليوم المناسب و اتبعنا الروتين الخاص بكل مرة و اتصلنا بالمستشفى عشان نتأكد ان الدكتورة جاية ولا لأ ؛ بدل ما نروح نقعد هناك ساعة ولا ساعتين على الفاضى ... قدرنا نحجز بالتليفون مع ان ده ممنوع ، لكن الناس فى بلدنا طيبين ، و مجرد ما الممرضة عرفت اننا أهل "هوهوز " و " جى " وافقت على طول انهم يكونوا لنا وسطة و رضيت تحجز لنا بالتليفون .
و جاه اليوم المناسب و اتبعنا الروتين الخاص بكل مرة و اتصلنا بالمستشفى عشان نتأكد ان الدكتورة جاية ولا لأ ؛ بدل ما نروح نقعد هناك ساعة ولا ساعتين على الفاضى ... قدرنا نحجز بالتليفون مع ان ده ممنوع ، لكن الناس فى بلدنا طيبين ، و مجرد ما الممرضة عرفت اننا أهل "هوهوز " و " جى " وافقت على طول انهم يكونوا لنا وسطة و رضيت تحجز لنا بالتليفون .
وصلنا المستشفى بعد رحلة مش طويلة و مش قصيرة .... طويلة منذ قرار الرغبة فى الرحيل ، فأنا أستعد فى كى ملابس خروج البنات و إعداد حذاء كل منهما ، و بافتة كل منهما ، و تغير الحفضات ، و غسل الوجه الكريم ، و تسريح الشعر اللعين ــ عشان ما بيتسرحش ــ ، و تحديدا بيتنعكش و هو بيتسرح .
و هوب خرجنا من المنزل بعد التأكد من كل شئ سنحتاجه بحوزتنا . . تبدو بناتى فى حالة بهجة لحظة خروجنا من باب الشقة ، و كأنهما يعرفان معنى التنزة و الخروج ، فقد أخذت كل منهما تقفز فى الهواء رغم حملنا إياهما ؛ ماهم لسة ما كملوش تمن شهور -. . حتى فى الأسانسير اللاتان كانتا تخافان منه ، ظلت تضحكان ، إلى ان دخلنا السيارة ، فقد كظمت كل منهما ضحكتها ، لأن السيارة كانت فرن عيش و نحن العجين المرغوب فى تسويته .... أجلست "جى" على كرسي الرضع بالسيارة ، بينما أخذت " هوهوز" على قدمى ، و انطلق زوجى يحملنا جميعا ً لأرض الميعاد و هى المستشفى اللى ولدت فيها ، فبالعيادة الخارجية التابعة له يكون متابعتنا الدورية مع الدكتورة التى اخترناها بناء على تجارب أصدقاءنا ثم تجربتنا السابقة معها . . أشعر انها طبيبة متميزة بالتليفون ، تسعفنى و تصفى لى الأدوية و تعطينى علاج لكل مشكلة ، بينما نحن عندها فى العيادة ، اشعر كأنها أول مرة تكشف على طفل و لا تقول لنا أى شئ إلا إذا سألنا ، لذلك فى كل مرة أذهب إليها أجهز مينو
" menu" الأسئلة التى سأسردها لكم باجابتها طبعا ، ده مش امتحان شفوى زى ما قلت للدكتورة عندما لمحت ورقة الأسئلة فى يدى و قالتلى يا خبر أسود كل دى أسئلة
" menu" الأسئلة التى سأسردها لكم باجابتها طبعا ، ده مش امتحان شفوى زى ما قلت للدكتورة عندما لمحت ورقة الأسئلة فى يدى و قالتلى يا خبر أسود كل دى أسئلة
المهم ، وصلنا المستشفى ، دفعنا الكشف و كان 80 جنية ، نحن ندفع النصف و النقابة تدفع النصف .. و رغم ان كل ما كان فى جيب زوجى 45 جنية إلا انه دفعها و جاء مبتسما ، يحاول ان يسترضينا حتى لا نطلب أى شئ . . محاولة فاشلة منه للحفاظ على وضعه المال ، و محاولة منه فى الحفاظ على حياة الجنيهات الخمسة فى جيبه أطول فترة ممكنة ــ ما هووو ما حدش عارف بكرة مخبى إيه ــ
نادت الممرضة علينا ، دخلنا حجرة الكشف لنجدها خالية ، الله ، امال فين الدكتورة ؟؟؟. . جاية جاية بس بتطعم بيبى تطعيم الروتا ، وقفت أقرأ المنشورات المكتوبة عن الروتا بحجرة الطبيبة ،و كانت مجرد دعاية لا شافية و لا كافية . . دخلت الطبيبة و هى تقول لممرضتها " يبقى الغدا عليكى النهاردة " كانت تقولها و هى تبتسم لنا ، فأجبت ابتسامتها بابتسامة قائلة : " لأ خليه علينا يا دكتور"
ــ أجابت و هى ترد على موبيلها الذى كان يرن بالحاح " لآ ، أصلهم من الصبح قاعدين يآكلوا " و استكملت بهمة و نشاط " ها ــ هوهوز عندها إيه"
ــ أجابت و هى ترد على موبيلها الذى كان يرن بالحاح " لآ ، أصلهم من الصبح قاعدين يآكلوا " و استكملت بهمة و نشاط " ها ــ هوهوز عندها إيه"
و هنا بدأت أنظر فى ورقة الأسئلة و لم أعرف من أين أبدأ ، فقلت لها : " طيب أسأل حضرتك شوية أسئلة "
قالتلى " ها " . . و اثناء بحثى فى الورق كانت هى ترمق "جى" النائمة على كتف والدها و تقول مازحة " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، و الظاهر انى ح أضطر ايقظها " . . كل هذا و انا مثل المحامى الذى حصل على الليسانس بالتزوير او بالغش فى الإمتحانات . . و فجأة قلت لها
قالتلى " ها " . . و اثناء بحثى فى الورق كانت هى ترمق "جى" النائمة على كتف والدها و تقول مازحة " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، و الظاهر انى ح أضطر ايقظها " . . كل هذا و انا مثل المحامى الذى حصل على الليسانس بالتزوير او بالغش فى الإمتحانات . . و فجأة قلت لها
ــ هى كمية الأكل ممكن تعمل حساسية للبىبى ؟
ــ يعنى إيه ؟
ــ أصلى كنت بأدى بناتى شربة خضار و فيها كوسة طبعا ، و قررت فجأة أديهم كوسة مسلوقة من غير اختبار حساسية على أساس ان جسمهم اتعرف عليها مع شربة الخضار
و لم تجب الدكتورة على سؤالى و لم تقل لى ، ان كانت كمية الطعام من الممكن ان تسبب حساسية أم لا ،و انما قالت " الكوسة ده أحسن خضار ، ده عبقرى ، ده احنا بلد الكوسة "
و اندمجت انا معها فى الإفيه ، و قلتلها طبعا ، هو فى حتة ما فهاش كوسة ، و استدرجت قائلة كل انواع الكوسة حلوة ، كوسة مطبوخة ، كوسة باشمل
و كأن الزيارة كانت بها شئ من الفوضوية ، لم تسر على التوقعات المرئية لنموذج الأسئلة التى وضعتها قبل اللقاء . . فكلما كانت تسألأنى الطبيبة عن " هوهوز" ، كنت أجيبها عن "جى" لسبب بسيط ان الأخيرة قد ظهر فى وجهها ثلاث نقط حمراء ، و تخوفت ان تكون من الكوسة او من القمح إللى أنا أكلتهولها . . , لكن الطبيبة طمئنتنى قائلة ، لأ دى قرصة حشرة ، مدام ليها مركز تبقى قرصة ، لكن لو هى لون بس تبقى حساسية ، و الحساسية نوعين ، نوع من الأكل ، و نوع بسبب تلامس الأكل مع الجلد
و هنا اندمجت فى طرح كل الأسئلة التى كتبتها و اكتشفت بعد رحيلى اننى سألت كل ما يتعلق بالطعام و نسيت ما هو أهم ، ربما لإحساسى ان ليس لدى من سيخبرنى بطرق طهى طعام بناتى و هما فى شهرهما التاسع ــ إلا أسبوع ــ
و انحصرت اسألتى فى :
ــ عدد البيضات الواجب ان يأخذوها فى الأسبوع؟؟ــ بيضتيان بحد أقصى ثلاثة بيضات فى الأسبوع
ــ ازود القمح كل قد إيه ؟
ــ البيبى إللى بيحدد
ــ ممكن اضيف خضار جديد على شربة الخضار زى البسلة و الفاصوليا ؟
ــ ضيفتى بس لازم تشيلى قشر البسلة ، يعنى تسلوقيها و تضربيها فى الخلاط و تصفيها
ــ امتى اوقف فيتامين الحديد ؟
ــ مع الفطام و وقف الرضاعة ــ طب و الكالسيوم؟
ــ لما الطقم كله يكمل
ــ طقم ؟!!!
ــ اهه طقم السنان
ــ أقدر ادى زبادى ؟
ــ ممكن ، و لو ما حصلش حاجة ، تقدرى تدى قمح باللبن
ــ مش اللبن ممنوع قبل سنة؟
ــ تمام
ــ طيب امتى أدى الزبدة ؟
ــ لسة بدرى . . هى الزبدة دى إيه يا حلوة
ــ إيه ؟!!
ــ الزبدة نوع من اللبان
ــ اه صحيح ، ده من ايام ابتدائى ، كان بيدرسولنا و تصنع الفلاحة القشط و الزبد من اللبن المحلوب الجاى من البقرة صديقة الفلاح "
ــ طيب امتى يكلوا أكلنا ؟
ــ هبت من مكانها و هى تقول نشكف و احنا بنكمل أسئلة ، و أجلسنا "هوهوز" على الميزان ، فكانت تنظر لها شذرا . . هوهوز طبعا هى إللى بتبص . . و عندما اجلسناها على سرير الكشف اقسمت هوهوز ان لا كشف ، و كانها بتقول للدكتورة ردى على الأسئلة الأول . . و لم تترك لها أى مجال للكشف فقد اخذت تجذب منها السماعة ثم مقياس الطول ، تقفز لأعلى ، تجذبها من ملابس ، يا بنتى اتفردى عشان آخد الطول ، تتلوى حولين نفسها ، اثبتى لحد ما آخد محيط الراس ، تلف راسها شمال و يمين . . و الظاهر ان الدكتورة قالت لنفسها : " انا كنت بأهرب من الأم للبنت ، لأ ، دى اسئلة الأم ارحم " ثم التفت لى و قالت ها عندك اسئلة إيه تانى :
- امتى ياكلوا اكلنا ؟
ــ من دلوقتى ، بس خلى بالك من الرز ، حطى عليه شوربة كتير و اهرسى الأكل كويس
ــ السرة كويسة ؟
ــ نضيفة
ــ راس " هوهوز " قفلت ؟
ــ لسة
ــ فى بقعة بنى فى رجلها
ــ ح تروح
ــ امتى أبدأ انضف سنانها ؟
ــ لما الطقم يكمل
جلست الطبية على كرسيها أمام مكتبها لتكتب لنا ما سبق و كتبته من كالسيوم و حديد و جيل لتخفيف آلام الأسنان و اضافت إليهم الكاتفلام شراب ، قالتلى ده نستخدمه لما الأنياب تبدأ تطلع .. الأنياب ؟!!! ده لسة بدرى أوى . . و ده معناه حاجة من اتنين ان الدكتورة دى أمينة ، و بتحاول تكتب فى الرجيتة حاجة جديدة و تعمل بالفلوس إللى دفعناها . . أو هى بتقولنا بطريقة لطيفة مش عايزة أشوفكم هنا تانى . . و طبعا عشان انا ست ظريفة أرجح الأولنية. . و ده كله لم يشغلنى عن استكمال اسئلتى للدكتورة قائلة " اشربهم ماية امتى ؟
ــ ماتفرقش انا بنتى ما شربتهاش ماية و هى رضيع خالص، و قالولى لما تكبر مش ح تحب الماية ، دلوقتى عندها 20 سنة و ما بتمشيش إلا بالماية
ــ زى العربية . . هههه ، عربية الرش
ــ أقدر أدي بمات الرضع طماطم ؟
ـ حطيها فى شربة الخضار
و فجاة هبت الدكتورة من كرسيها ثم استدارت لـ " جى " و بدأت فى قياس محيط رأسها و طولها و فحص اسنانها و سرتها و سألتها عن أثار الإلتهاب بالمنطقة الحساسة ، فردت انه قد شفى تماما ، و يجب ان تزدي من كمية الكريم التى تضعيه قبل الحفاض . . سالتها عن عطس "جى" اول ما تصحى ، قالتلى اول ما تصحى عادى ، لكن بعد كدة يبقى فى مشكلة . . و قبل ان استكمل أسألتى دخلت الممرضة و الصقه ظهرها بالحائط المجاور للباب . . فسألتها الدكتورة " فى إيه ؟"
ــ البنت إللى خدت التطعيم رجعت
ــ انا قيلالهم مناحدش يحركها
و خرجت الطبيبة و تركتنا جالسين و عادت بعد ربع الساعة لتجلس على مكتبها و تقول
ــ ادى عصير إيه ؟
ــ التفاح دلوقتى اضمن حاجة
كتبت روجيتا لـ "جى" مماثلة تماملا لروجيته "هوهوز" فيما عدا مراهم للثلاث حبات حمرا اللى ظهرت فى وجه "جى" لعلى أدهن منه " و عندما جاءت لكتابة وزن "جى " اكتشفت انها لم تزنها . . طلبت من زوجى وضعها على الميزان ، فواضح انه هبدها على الميزان ، ليه عشان قالته حضرتك حتطها قبل ما الميزان يبقى زيرو من فضلك حطها تانى ، فلما حطها تانى الجهاز هنج . . خرجت و هى تحمل الميزان و تنادى على الممرضة غيرولنا الميزان ده بقى ... جابت ميزان تانى ، أجلست جى على الميزان التانى ، اعتقد انه لا يعمل لأنه سجلت الفرق بين وزن "جى" و "هوهوز" 50 جرام فقط . . و ده مش ممكن لأن "جى " قصيرة و مكلبظة و "هوهوز" طويلة و رفيعة ، يبقى إزاى يبقوا نفس الطول و الوزن ما احترامى للخمسين جرام الفرق
و اضح ان المستشفى فيها مشكلة فى الموازين بتاعتها ... لكن أنا مطمنة لأن عندى ميزان فى البيت ... و خرجنا من عند الدكتورة و سبنها بدور على ميزان كويس و اكتشفت انى نسيت أسألها أهم أسئلة و منها ان سائل العضاضة اختفى فلو بناتى شربته فى خطورة عليهم ، و "هوهوز"وقعت إزاى أتأكد انها بخير . . طب بناتى بتعرق من رجليهم و إديهم و "هوهوز " عندها صلعة فى آخر شعرها
أجابى زوجى قائلا خلاص بقى ، الصلعة بكرة شعرها يطلع و بناتك بتعرق لما كنتى بتلبس لكلوك فى الشتا
ــ طب و سائل العضاضة و الواقعة ؟
ــ إللى يطرقع ما يحسبشــ إيه الأفلاظ دى
ــ يعنى خلاص الست قاست النبض و كشفت بالسماعة على الصدر و الراس و الرجلين لو لقت حاجة كانت قالت . . طيب ما انا إللى قلتلها على السرة و هى ما كشفتش عليها من نفسها
أجبانى زوجى و كأنه ضاق هو الآخر بأسلتى و قال ، اسئليها المعاد الجاى . . و إلى اللقاء فى زيارة اخرى ، بس مش عارفة ح تكون مع نفس الدكتورة ولا دكتور أطفال تانى.
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/