top ad

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

مغامرات طفل رضيع لم يكمل شهره التاسع



رغم اننى أقرأ بشكل دائم عما يجب مراعاته و تجنبه للتعامل مع الكائن العجيب الملقب باسم الرضيع ، إلا ان بناتى دائما ما تطيح بكل ما قرأت عرض الحائط .
ففى احدى الزيارات لطبيبة الأطفال قالت لى الدكتورة انه يجب ان أجلس بناتى فى احد الأركان من الشهر الثالث و الرابع و أحيطهما جيدا بالوسادات لأنهما لا يجيدون الجلوس بعد و قد يسقطان على وجههما . . و بالفعل هذا ما كنت أعمله ، و لا اتركهما وحدهما ابدا إلا و قد وضعتهما على ظهرهما - فى وضع النوم عشان ما يقعوش على وشهم - . . و فى زيارة أخرى للطبيبة اخبرتنى ، اننى يجب ان أجلسهما فى منتصف الكنبة و اسندهما من قدام بيدى برفق حتى يقوى عمودهما الفقرى . . و نفذت الأمر بدقة . . إلى ان جاء شهرهما الخامس و كنت قد بدأت فى اطعامهما بكميات قليلة من الخضار المسلوق. . . و فى يوم قررت ان اجلس بناتى بسيارتهم ــ سيارة التوينزــ و أضعها بالبلاكونة كى يحصلوا على قسط من أشعة الشمس التى تمدهم بفيتامين " دال " و هو فيتامين يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم مما يقوى عظامهما و يساعدهم على الجلوس و الحبو و الوقوف و المشى و كذلك على نمو الأسنان و الدروس . . و فعلا ً جبت العربية ، و حطيت الآنسة " هوهوز" بالكرسى الأول ، و ووراها السيدة المبجلة الآنسة "جى" بالكرسى الخلفى ، و خرجنا فى البلاكونة . . و طبعا كنت ربطاهم بحزام الكرسى . . و كنت واخدة كل الإحتياطات ، و قلت أروح أجيب الخضار المسلوق بتاعهم عشان أبدأ أأكلهم . . و يا دوبك لسة بأملة الببرونا المعلقة بالخضار ، إلا و سمعت استغاثة من العالم الآخر قصدى من مكان الآخر ، و تحديدا من البلاكونة ... يا خبر ؟ فى إيه ؟؟


جريت لقيت "هوهوز" راسها تحت و رجلها فوق كأنها فى السيرك بالظبط ، مع انى كنت سيباهم هادين و منسجمين مع الشمس و الهوا و معجبين بشكل البيوت ، ما دى كانت أول مرة يخرجوا البلاكونة . . إيه بقى اللى حصل ، اتارى المادموزيل "هوهوز" ابتهجت ، فرحت زقطتت بدأت تفرك ، شمال يمين هوب هوب ، دب ، قامت مقلوبة . . و ده يرجع لعيب فى التصنيع ، تصنيع مين ؟!!!
 العربية التوينز طبعا . . فالكرسى الامامى بالعربة عبارة عن كرسى على شكل حرف " أل" (L) و ليس بها أذرع تحمى الرضيع و تمنع سقوطه ، إنما كل ما بها حزام الربط الذى يلف وسط الرضيع و قدميه ، فلولاه لسقطت " هوهوز على رأسها " و أضعات على مجهود ثلاثة أشهر فى سندها بالوسادات . . و منذ ذلك التاريخ قررj وضع المائدة المصاحبة لكرسى السيارة لتكون حامية لمن يجلس بالكرسى الأول و عشان تحمي البى بى من السقوط . . و ما عملتش الحكاية دى مع الكرسى التانى .. ليه ؟!!!
لا ليس لعدم اهمية الكرسى الثانى ، و لعدم أهمية الجالس عليه و انما لأن بالكرسى الثانى ذراعين طويلين يمنعا سقوط الجالس بهما حتى لو كنت حضرتك
و طبعا الموقف ده كان أول حاجة شيبت كام خصلة فى شعرى ، نيجى للى بعده . .


قد ورد إلى علمى اننى يجب ان أجلس "هوهوز " و " جى " على الأرض بداية من الشهر السادس حتى تعتادا على تحريك العمود الفقرى عندما يحاولا الإمساك باللعب الموجودة امامهما و يكون لديهم مساحة للحركة .. و الحكاية دى تتم بشرط ان احيط بناتى بالوسادات و الشلت حماية لرأسهما ، هو صحيح جسمهما هذه المرة أصبح أقوى لكن كل الخوف على الرأس ، لازم نحميها حتى لا ترتطم رأسهما بالأرض و عشان كدة نعمل مستطيل من الشلت حواليهما . . و مر الشهر السادس ، و بناتى بين مستطيل الشلت وكانت بالفعل تميل لتلتقط اللعب فتسقط رأسهما على الوسادات و تعجبهم النومة على المخدات و الشلت و دى طبعا الآنسة " جى " .. أما " هوهوز " فكانت تترك اللعب و تحاول الزحف خلفها ، و كتير بتحاول تزق الشلت و يمكن ده إللى شجعها على الزحف و شد الحاجات و اللعب فيها بدرى بدرى بدرى


و مش ح أقولكم عن رحلة القفز من فوق السرير و دى بدأت مع أول خطوة فى الإتجاه الرأسى يعنى اول ما اتعلموا الوقوف اول حاجة قرورا يعملوها ، يحطوا رجلهم فوق حرف السرير بتاعهم ، و لأن السرير هزاز فكنت بأخاف ان وزنهم يختل و يقعوا ... و اول حاجة عملتها وقفت مرجيحة السرير ، و تانى حاجة حطيت السرير من جهة بسرير خشب كبير و من ناحية الحيطة وس من ناحية تانية السرير التانلا ، طيب و الجهة إللى فاضلة ، و دى إللى عليها العين و النية .. جبت لحاف كبير ، طبقته اربعة و حطيته فى الجهة دى و فوق شلتة كبيرة ، عشان بعد الشر لو حد من البنات قرر يقفز يقع على الشلتة .. مش ح أخبى عليكم ، " هوهوز" قررت القفز من فوق السرير لكن مش على الشلتة لكن على السرير التانى ، و لأن الارتفاع مش كبير عدت على خير .. المشكلة فى " جى " إللى كانت بتنادى مرة عليا ــ بتعيط يعن - مش بتنادى كلام 


 و فجأة لقيتها بتصرخ .. جريت على الأودة لقيتها مش فوق الشلتة .. الرعب تملكنى ، ده انا لقتها تحت السرير ، طيب حصل إيه ؟ و إزاى ما وقعتش على الشلتة .. رح للدكتورة عشام تكشف على راسها ، قالتلى الحمل لله مافيش حاجة ، و طول ما البنت عيطتت يبقى مافيش مشكلة .. و لما روحت البيت و هديت قعت أفكر إزاى " جى " وقعت .. و قلت أكيد وقفت و توازها اختل و وقعت فوق الشلة ، بس اتزحلق من فوقها و نزلت تحت السرير و هى بتعيط من الخضة مش من الألم ... الحمد لله  





و بعد ما اطمنت المادموز " جى " على نفسها و إتأكدت انها تمام ، قررت هى و أختها البدئ فى رحلة جديدة ، و هى رحلة المعرفة إللى كان السبب فيها الشلت إللى حطتناها حواليهم .. و كانت "هوهوز " تحاول دفع الشلت للخروج من بينها و ده كمان غللى شجعها على الزحف ... لكن الزحف كان بيتوقف قدام أى قشرة لب تكون وقعت بالصدفة على الأرض .. كانوا يبصولها بانبهار شديد ، و تأمل و ساعات خوف لما يجوا يمسكوا  قشر لبة و يلاقوها ما بتتمسكش ، و كتير كانت قشرة اللب تدخل تحت السجادة يبقوا مش فاهمين هى راحت فين و اختفت إزاى ، و يا سلام لو خرجت تانى لأنها كانت ماسكة فى لشرايش تبدا رحلة الكفاح تانى و من جديد .. و سواء انتهت الرحلة بالفشل او بالنجاح ما كنتش بازعجهم عشان يكملوا تجربتهم للآخر ، و لما أتأكد انهم تمكنوا من قشرة اللب و خلاص مسكوها ، بسرعة اجرى عليهم و أبوسهم و أزغزغهم عشان آخدها من إيدهم من غير ما يآخدوا بالهم  لأن فى السن ده كل حاجة بيحطوها فى بقهم ، و أخاف تقف فى زورهم و بعد الشر عليهم .


لكن أكتر الحاجات إللى ما كنت بأقدر أمسك نفسى و هو بيعملوها لما يحاولوا يمسكوا أة خيال بيتحرك قدامهم ... عجبتنى الفكرة بتاعتهم دى .. هو الخيال مش بيتحرك ، يعنى له طول و عرض ، امال إزاى ما بتمسكش ، و افتكرت ان الخيال ده ضوء معتم ، يعنى مش جسم ، ده نور عليه عتامة او ضلمة .. لكن لأن بناتى فى سنة زيرو انسانية فكانوا بينطوا شماع و يمين و بنفس اصرار الإمساك بقشرة اللبن كانوا بيصروا يمسكوا بأى خيال يعدى قدامهم و يقف ، و يا ريت لو اتحرك و فضل يتحرك ، يخيلهم أكتر و نبدا رحلة الكفاح و الإصرار .. أه لو بناتى مسكوا الحكم فى بلدنا ، بإصرارهم ده ح يحققوا كل مطالب الثورة و ح نمحى كل أثار العصر الفاسد البائد الماضى 


و بعد عمرنا تمن شهور ، و بقينا بنزحف الخمد لله بشكل كويس ، و البركة فى الكالسيوم إللى كانوا بيآخدوه من الشهر الخامس ، و الشمس الجميلة إللى ربنا كان بيدخلها لبلاكونتنا ، و كنت بأقعدهم فى الشمس ساعتين بعد الشروق ، و كنت بأفضل أقعدهم قبل المغرب بساعتين عشان الجو بيبقى أدفى و أنا بأخاف عليهم من البرد


المهم لما احترفت بناتى الزحف و هى فى سن تمن شهور ، كنت بتدخل تحت المكتب الموجود فى الليفينج رووم living room و ده ليه ؟؟ 


لأن تحت المكتب كان فى راك مليان سيديهات ، و كانت الأخوات الحلوين بيفرحوا أوى و هما بيخرجوا السيديهات من الراك و ينكشوها حواليهم فى كل مكان ، هنا قررت اتخاذ اسلوب حاسم للحفاظ على حياة الراك و السيديهات الإبرياء ، بقيت اقف على الراك بكرسى المكتب و بكدة ما قدرتش بناتى تدخل من الفتحة إللى فيها الكرسى ، حاولت تشد الكرسى .. لكن الكرسى فارفورجيه - الحديد المجدول - ما قدروش يشدوه .
لكن ده ما منعهمش من الوصول للراك ..... حد بيسأل إزاى ؟؟؟


دخلوا من الناحية التانية ، فتحة المكتب إللى يا دوب بتظه رمنها رجلين أى حد قاعد على المكتب ، فتحة ارتفاعها 20 سنتى ، زحفوا و دخلوا منها .


و حسيت انى انهزمت ، و السيديهات ح تدمر ، قررت أجيب لوح خشب من دولاب المطبخ و قفلت بيها الفاتحة ... " هوهوز " بصت شذرا للوح ، و "جى " فضلت تشد فيه و هى بتصوت ، عشان تفهمنا انه مضايقها ... و انا ما عرفتش إزاى أفهمهم ان هما إللى مضايقنى ز مضايفين الراك و السيديهات كمان


 لكن الإصرار ، و ما أدراكم ما الإصرار .. قررت بناتى التحدى و التخلص من اللوح ... و فضلوا هما الإتنين يشدوا فى اللوح  لحد ما شيبونى ، خفت يقع على إيد حد فيهم ، على راس حد .. فضلت أراقبهم عشان ألحق الموقف .. المفاجأة و بالنسبة لى الصادمة : قدروا يشيلوه اللوح ، قسموا الشغل بنهم و اتعاونوا و قدروا هما الإتنين يشيلوا اللوح و دخلوا للراك و بدؤا يشدوا السيديهات كأن مافيش أى حاجة حصلت ، لدرجة انى قررت أشيل الراك من الليفينج خالص ، و لغاية دلوقتى هو فى أودة نومى .

كل دى مغامرات بناتى قبل المشى ... و على ذكر المشى انا بناتى مشيوا بعد ما تموا سنة من عمرهم .... "هوهوز " مشيت اول خطوة يوم عيد ميلادها بالظبط ، و "جى " مشيت بعدها بشهرين و ده لإنها بتخاف فلما شافت اختها بتمشى اتشجعت و احنا ساعدناها لما مشينها "تاتا " خطى العتبة 


و لأن مغامرات بناتى التوم لا تنتهى ، فاقولكم اول مغامرة خصلت بعد المشى .... أنا جيبه لكل واحدة من بناتى كباية ببزبوز بدأت اشربهم منها لما بقى عمرهم سنة ، قبل كدة كان بالقطارة .... و فى يموا قرروا ينتزعوا الكوب من يدى عشان يشربوا ... صحيح كنت اديهم الكوباية لكن اول ما الاقيهم ح يشربوا اجرى امسك معاهم الكوباية عشان اظبط الزاوية اللى بيشربوا منها عشان ما حدش يشرق


و فى يوم قررت "جى " تشرب بوحدها خالص ، و لما احط ايدى ع الكوباية تزقها بعنف و اصرار ... و قلت اسيبها لما اشوف ح يحصل ايه ؟؟!!!


و لقيتها بتشرب لوحدها .. الله ، ما شاء الله ، الحمد لله و فجأة شرقت  و بسرعة رمت الكوباية فى الهوا ، و الكوباية مالقتش حاجة تقع عليها غير راس " هوهوز "
هذه القصة كتبتها : السيناريست / سمر العزب
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/