من اول ما تمت بناتى سنتين و قررت اتعامل معاهم بشكل مختلف ، خصوصا و ان كل واحدة فيهم بدأت تحس بشخصيتها و تفرض رأيها علينا .. و بدأت ما أسمعش غير كلمة " لأ " - " لأ " - " لأ " .. كنت الأول بتنرفز ، و صوتى بيعلى و بعدين اكتشفت انهم بدؤا يقلدونى و صوتهم هما كمان بيعلى .. قلت لأ ، الموضوع مش ح ينفع بالشكل ده .. و هنا قررت ان أى حد فيهم يغلط ، و يكون غلطه كبير ، و يكون عارف ان إللى عمله غلط لأننا شرحنا أكتر من مرة ان كدة عيب و مايصحش و مش لازم نعمل كدة .. و بعد فشل كل محاولات الإصلاح ، نلجأ للمحاكمات العسكرية و قرار فورى و حاسم و سريع ، بحبس المخطئ - مع ترك الباب مفتوح -
و بدات بتفعيل التجربة ، ان أول ما بنت من بناتى تعمل حاجة غلط - تبعا للمواصفات السابق ذكرها - امسكها من ايدها و بكل هدوء أقولها اتفضلى ادخلى اودة النوم .. اول مرة مشيوا معايا عادى و من غير أى مقاومة .. تانى مرة بدؤا يفهموا انه عقاب .. تالت مرة بدأت المقاومة ، و رفضوا دخولوا الأودة ، و طبعا كان رد فعلى ان شلتهم و دخلوا الأودة محمولين على كفوف الراحة .. ده ما منعهمش المقاومة فى تنفيذ قرار دخول الأودة ، لكن اصرارى على العقاب خلاهم اول ما اقولهم اودة ؛ يجروا بسرعة على الأودة من نفسهم ، و لو كنا بالليل يقولولى " عالى مامى - عالى مامى " يقصدوا تعالى معانا يا ماما .. و لما أروح معاهم يقولولى " نوه - نوه " يقصدوا النور .. عايزنى انور لهم نور الأودة .. يا حبايبى فاكرين ان العقاب زاد و ح أقعدهم فى الضلمة - لأ مش للدرجة دى ، ده كدة ابقى أم الخلول ، مش أم حنون .. و عشان كدة اول ما يقولولى - عالى مامى - نوه " امشى معاهم كأنى انا إللى متعاقبة و داخلة الأودة تنفيذا لأوامرهم و كلى طاعة و أدب و سكينة .
وبقى موضوع الأودة ده تقريبا بيتكرر كل يوم و ما بقاش بيضايق بناتى قد ما بيفهمهم انهم غلطوا .. و كنت باسمح بالزيارة .. يعنى لو " جى " هى إللى صدر ضدها قرار "أودة " ، كنت بأسمح لأختها " هوهوز " بالزيارة ... طبعا ممكن أى حد يقولى : " و فقدت الاودة الاطار العام للعقاب " ح اقوله بالعكس .. لأن إللى بيتعاقب مش مسموحله يخرج من الاودة و لو اتحددله مكان معين فى الأودة زى السرير أو الكرسى - ما بيتحركش منه ، على عكس التانى اللى ما صدرش ضده اى حكم بدخول الاودة
و امبارح رفضت "جى" أخد دوا البرد اللى المفروض تآخده ، و بالتالى عاقبتها و دخلتها الأودة .. و كالعادة جريت " هوهوز " و دخلت وراها الأودة .. و بدئوا يلعبوا مع بعض ، و تطور اللعب إلى اللعبة البايخة بتاعت مين يرزع باب الأودة أكتر
و سر اعجاب بناتى باللعبة دى ، انهم لما بيرزعوا باب الأودة بيلاقوا الشباب بيتفتح لواحده بسبب خلخلة الهوا ، طبعا لأن عمره سنتين و تلت شهور بالظبط ؛ فالفزياء و علومها لسة ما اقتحمتش برائتهم لكن بناتى عملوا زى نيوتن لما وقع على راسه التفاحة ، بس نيوتن اكتشف الجاذبية لكن بناتى اكتفوا بالمشاهدة و أكلوا التفاحة
و لسؤء الحظ ان امبارح التفاحة مارضيتش تقع لتحت ، قصدى الشباك مرضاش يفتح ، ففضلوا يرزعوا الباب تلت مرات ، و فى المرة الرابعة صوتهم بعد و سمعتهم بيعيطوا و ينادوا .. جريت على باب الأودة ، لقيته مقفول ، حاولت أفتحه لكن الباب ما بيفتحش
أدفع الباب بقوة ، بعنف ، الباب كأنه مقفول بالمفتاح .. بس اتقفل إزاى ؟؟ قلت لنفسى مش وقته و جريت جبت مفتاح الودة التانية قلت يمكن يفتح .. لكن مافتحش .. البنات بتعيط جوة .. جوزى جه بسرعة و بدأ يدفع الباب بكتفه زى افلام رشدى أباظة لكن الباب برضه ما فاتحش .. قرر يجيب مفك و يحاول يستخدم بأى شكله يمكن الطبلة تفتح .. مافيش فايدة ، واضح ان جوزى محتاج لدورة تدريبية عند واحد حرامى شقق .. و بدأ يفك طبلة الباب .. و خفت الأوكرة تقع على راس البنات ؛ فقلتلهم و انا متظاهرة بانى هادية و مافيش حاجة ، لأنهم كانوا مرعوبين ، قلتلهم بصوت هادى : " روحوااقعدوا على السرير .. ما تخافوش " .
و مش عارفة بناتى سمعوا كلامى و لا لأ ، لكن فجاة لقيتهم بينادوا عليا و بيعيطوا و هما جوة .. خصوصا لما كان باباهم بيخبط الباب جامد كانوا بتخضوا .. ما انا نسيت اقولكم ان بعد ما فكينا وش الأكرة الباب برضه ما رضاش يفتح ... و الرعب بدا يتمكن منى لأن جوزى قرر يضرب الباب برجله و خفت الباب يقع على واحدة من البنات ، ولا الباب يتقسم اتنين لأنه ابلاكش مجوف و لحد ما نجيب باب جديد و أو نجار يخلع الباب القديم تكون بناتى اتعورت من الخشب إللى ح يكون عامل زى الغابات الإستوائية .. و قلت لجوزى ما تكسرش الباب . و قالى مش ح أكسره و فجاة لقيته بيخبط الباب من ناحية الطابلة برجله و بعدة عدة ضربات الباب اتفتح بعد ما كسر الخشب إللى ماسك فى لسان الباب و جريت على بناتى إللى لاقيتهم قاعدين على السرير زى ما قلتلهم .. و "هوهوز " ماسكة مفتاح الأودة فى إيدها
و رغم ان بناتى لسة ما بيتكلموش كويس لكن قدرت احل الشفرة و فهمت إللى حصل أول ما قربت منهم و حضنتهم . هما متعودين لما يقفلوا الباب و الشباك يتفتح ، الباب كمان يفتح تانى لواحده عشان لسان الأكرة ما بتكونش دخل مكانه ، لكن المرة دى الباب اتقفل و مرضيش يتفتح هو كمان زى الشباك
و قبل كدة لما الباب كان بيقفل كانوا بيقدروا يشدوا أى حاجة متعلقة على الأكرة ، حزام ، لعبة ، حبل ، فوطة ، لكن المرة دى مافيش حاجة متعلقة على الأكرة ، عشان كدة بدأت بنات رحلة الخطط التآمرية .. و وقفوا على عربيتهم - عربية البىبى - .. و وصلوا لحد أكرة الباب ، لكن استخدموا مفتاح الأودة بدل من الأكرة ، و بدأوا يلفوا المفتاح فى اتجاه القفل .. و قفلوا الباب بالمفتاح
و تم اقتحام الباب و لغاية دلوقتى الباب مكسور و بقى ما بيقفلش .. بس أكيد ح يتصلح فى أقرب وقت عشان البرد و الصقيع ، بس الوقت ده قبل الإنتخابات و لا بعدها ، ده متوقف على معاد الإنتخابات
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/