top ad

الجمعة، 11 يونيو 2010

ابنتى لا تنام






كنت أتعجب بشدة من عدم نوم "جى " بشكل مستمر ، بينما أختها و توأمتها "هوهوز" فقد كانت مواعيد نومها منتظمة كأنها موظف حكومى يخشى خصم خمسة صاغ من راتبه ، و انتوا بقى عارفين الخمسة صاغ تعمل إيه ، تجيب رغيف عيش بحاله ، رغيف عيش مشلتت من أبو مسامير و دببيس
. . و حرصا من "هوهوز" على الخمسة صاع فقد كانت ساعات نومها شبه ثابتة ، ده كان و ياما كان و إللى فات بقى ذكريات . . ذكريات لحد يوم التلات الماضى . . حيث أعلنت "هوهوز" عن حالة اضراب عامة عن النوم . . ليه يا ترى ؟!!! ممكن يكون اتسرب لها علم بأنهم لغوا دايرة مصطفى بكرى الإنتخابية ؛ و تضامنا معاه قررت الإضراب عن النوم . . ما يتهيقليش لأن اضرابها بدأ قبل اضراب بكرى . . امال حصل إيه عشان تستيقظ الساعة الرابعة فجرا و ترفض أى محاولات لتنويمها ، رغم انى بدأت اهددهها فى سيارتها بالطريقة التى تحبها و تساعدها على النوم . . و مع ذلك رفضت النوم و بدأت تبكى . . ارضعتها إلا انها أعلنت رفضها ، وضعت التيتينة فى فمها فهى تخفف عنها آلام التسنين . . حملتها و ضمتها و بدأت أهدهدها حتى تنام إلا انها أبت بإصرار و عنف . ظل بنا الحال على هذا المنوال حتى الساعة الثامنة صباحا ، كنت اسطحب فيها العربة التى تحمل "هوهوز" معى إلى المطبخ لأعد شوربة الخضار التى ترفض بناتى أكلها ، و بعد ان كنت اعطيها لهما فى الغذاء حولت الجدول و أصبحت أقدمها لهما فى الأفطار لأنى لاحظت انهما تستيقظان فى حالة جوع شديد. . . انتهيت من اعداد الشوربة و مازالت "هوهوز " تبكى . . خطر ببالى ان البيجاما التى ترتديها ربما تكون من النوع الرخيص المخلوط بخيوط صناعية . . لماذا خطر ببالى هذا الأمر ؟؟!! لأنها هدية من قريبتنا السمراء ــ سيدة توم ، توم من ؟ توم صديق جيرى . . سمعاكو بتقول : " آآآآآآآآآآآه ، فهمنا المؤامرة "
-->





بس لا و الله مش زى ما انتوا فاهمين ، صحيح انا لا أثق كثيرا بهدايا قريبتنا السمراء، لا ، ليس لسوء نية فيها و انما لضعف معلوماتها العامة ، فهى لا تعرف ان الرضيع يجب ان يرتدى الأقطان فقط و لا مجال للبوليست او السنسيزر ، و على الفور قمت بتغير البيبجاما لـ " هوهوز " فهدأت بعض الشئ و صمتت ، لتعود بعد نصف ساعة تبكى . . تذكرت آلام التسنين ، ما احنا دلوقتى بنسنن عقبال عند إللى سنانهم وقعت ، ده حتى الدكتورة كتبتلنا على كاتفلام ، و ده أقوى انواع المسكنات . . و بالفعل ، لأ ما حطتش كتافلام عشان ده مختص بالأنياب و وجعها . . احنا لسة فى مرحلة بدرى شوية ، حطيت جل الأسنان إللى بيخفف الألم . . الغريب ان "هوهوز" فضلت تعيط ، و هنا تأكد ظنى ، أن أن آآآآآآآآآآآآآآن ــ دى موسيقى تصويرية ــ تأكد ظنى ان البيجامة الهدية هى السبب ، هى إللى طيرت النوم من عين "هوهوز" و البنت مش عارفة تنام مع انها من الفجر بتفرك فى عينيها و ده معناه انها عايزة تنام . . لكن المسكينة كل ما تيجى تغمض تلاقى حاجة تشكها ، فتسألها انتى مين ؟؟؟؟؟؟؟؟ انا البيجامة الملعونة ، قريبيتكم السمراء صديقة توم موصيانى ان اللى يلبسنى ما ينمش .


لكن هذا الحوار تغير بعودة "هوهوز" للبكاء مرة ثانية ، فقررت أن أطعمها ، و الفطار النهاردة مش ح اقولكم بقى حاجة ربنا الأعلم بيها ، لأ انتوا فكرينه زى ما انا قلتلكم شربة خضار ، no ، شربة الخضار دى فى الايام التقليدية الاوريجينال ، لكن النهاردة يوم سوبر ن النهاردة يوم البيضة . . و يوم البيضة بيقى غامق على البنات ، بأسلق لهم كوسة و أهرس فيها صفار البيضة المسلوقة . . أول ما قربت المعلقة من فم "هوهوز " تفتكروا حصل إيه ؟ ؟ لأ ، مش زى ما قولتوا ، الحمد لله كلت ، كلت كلت و بعد رابع معلقة الظاهر استوعبت الطعم و رفضت تآكل ، فكملتلها أكلها رضاعة ، و هنا وجدتها تسترخى بشدة ، حتى نامت ، و وضعتها فى سريرها . إلى ان جاء يوم السبت ، لأ طبعا ما فضلتش نايمة لحد يوم السبت ، انا باكتب الأيام إللى فيها معاناة ورا بعض ن عشان تخدوا الجرعة كاملة . . بعد يوم التلات جاه السبت ، و كأن "هوهوز" على موعد مع يوم البيضة ، أصل انا بدى صفار البيضة مرتين فى الأسبوع ـ فاستيقظت كذلك فى نفس الميعاد و هو الرابعة فجرا ، و بعد الرضاعة اعتقدت انها ستنام إلا انها هبت و أعلنت حالة العصيان على النوم رغم انها كانت تفرك عينيها بقوة رغبة فى النوم ، و اعتقدت ان السبب هو الحر ، فأجلستها الى جوار البلاكونة و انا اهدهدها بسيارتها ، لكنها لم تنام . . قررت ان اخرج بها الى البلاكونة و أخذت اقرأ بصوت مسموع بعض آيات من القرآن الكريم ، استرخت إلا انها لم تنم . . و بعدين بقى ؟؟؟ أنا ورايا حاجات كتير عايزة تتعمل . . بصى يا "هوهوز" على العصافير ، و لم تبالى بالعصافير ، أجلستها على الأرض لتلعب بلعبها ، لعبت لمدة سبع دقائق ثم أعلنت عن الضيق . . هنا أرهق اباها الذى لم يشاركنا أى شئ و الحمد لله ، لكن هو تعب ، من إيه ؟!!! كان يقوم بأشياء خاصة على جهاز الكبمبيوتر ، و قرر ان ينام . . اوجه كل الشكر لزوجى العزيز الذى قرر ان يحافظ على مكان "هوهوز" فى النوم ، و خاف ان دورها يروح عليها فدخل ينام مكانها و سابنا مع بعض نتفلق . .
بقيت أهدده "هوهوز" حتى غفت ، قولت هيهههههههههههههه ، لأ ما صحيتش من صوتى ، اصل انا قلتها فى سرى ، و كتمت فرحتى فى قلبى ، و شلتها بالراحة و حطيتها فى سريرها ، بعد نص ساعة صحيت ، إجرى اجرى اجرى ، هدهديها بسرعة قبل ما تصحى اختها . . و هوب انقضيت عليها ، حملتها ، و فى ثانية وضعتها فى الشبكة قصدى فى العربية عشان أهددها تانى مرة عشان البيه لو ما نمش الحق عليه ، ينما على مهله امااااااااااااااال ايه . . و بدأت اعيد الكرة .
نمت بعد معاناة ، ساعة كمان ، الحمد لله هو حد لاقى . . صحيت بعد ساعة و بدأنا المعاناة العادية فى الأيام اللوزعية ، لكن المعناة زادت شوية لأن "هوهوز" مانمتش طول الليل. . و فضل الموضوع يتكرر لحد امبارح و اكتشفنا ان جل الأسنان هو الحل . . لا لا لا ، ده مش شعارات سياسة ، أصل الحكومة عندها مشكلة مع كلمة الحل . . سيبوكوا من الحكومة و خلوكوا معايا فى سنان "هوهوز" إللى ما بتخليهاش تعرف تنام ، اول ما حطينا الجل و كانه سحر مشى و توغل و تدفق و ريحها و ريحنا و دى كانت الراوية اللى بطلها جل السنان بقلم هوهوز العجيب


كل الاحداث دى كان بتاريخ 19 مايو 2010
معلش اتاخرت شوية . . ما انتوا عارفين الموصلات صعبة ازاى
هذه القصة كتبتها : السيناريست / سمر العزب
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/