top ad

الثلاثاء، 18 مايو 2010

و تمزق بحبوح


مر على البلاد يومين غاية فى الصعوبة ، لا ، لآ ، لآ مش الصعوبة الإفتصادية و لا السياسية ، ده العادى إللى عايشين فيه ، لكن انا بأتكلم عن الصعوبة الطقسية . . فقد وصلت درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية فى الظل ، شوفوا بقى فى الشمس تطلع كام . . و من ستر ربنا و عشان احنا ناس طيبين ، صحيح بنكرة الحكومة بس ما بنعملش أى حاجة ضدها ، و يمكن صبرنا على الغلب ده إللى بيخلى ربنا يسترها معانا . . و قد تمثل هذا الستر فى اننا ركبنا التكيف فى أودة البنات بومبن بدرى قبل الموجة الحارة إللى قالوا انها جاية من الهند ، و تقريبا ما حسناش بالموجة إلا من موجة الراديو و التلفزيون . . و قولنا هيهههههههههههههه ح نوقف التكيف إللى اكيد ح يجبلنا فاتورة الكهربا قد وزن واحد عضو فى المجلس إياه انا عرفاه


و حمدنا ربنا ان الزبالة ما بتجيش نسبة على الفاتورة ، و إلا كنا فى الحالة دى دفعنا زبالة قد وزن العضو إللى جمب العضو الأولانى بتاع فاتورة الكهربا . . و طبعا زى أى حاجة فى بلدنا : زى ما ليها إيجابية واحدة وحيدة بتوحد ربنا ، يبقى جمبها عدد لا نهائى من السلبيات ، فكان من أول سلبيات لأ مش البلد ، فكان من اول سلبيات انكسار الموجة الحارة هو الهواء الشديد اللى دخل البيت محمل بكم من الأتربة و تسبب فى ردم البيت مع سبق الإصرار و الترصد . و كان لازم إزالة اثار العدوان و التخلص من التراب الغاشم عشان خاطر البنات . . . الموضوع ده كان زمان بيتم بسهولة و يسر ، لكن فى ظل وجود البانبينو لازم نبقى فى حالة حذر شديد ، حتى لا تتسرب أى ترابة لأنفهما الرقيقة ثم تعبر إلى رأتيهما الصغيرة . .
و حاولت ان ألهي "جى" و "هوهوز" باحد القصص التى أهداها لى صديقى الشاعر شوقى حجاب و هى احدى مؤلفاته . . و قد سبق عملية الإلهاء اننى قمت باجلاس كل واحدة بسيارة الأطفال ، " جى " بسيارة التوينز و هوهوز بالسيارة السينجل single التى سلفتهالنا قريبتنا السمراء ــ سيدة توم ، توم صديق جيرى ــ و كانت عايزة على حس هذه السلفية تأخد هدوم البنات و سريرهم و لعبهم و كل حاجة هما مش ح يحتاجوها بعد شوية أى ح تصغر عليهم . . قلتها ، واضح انكم بتأجروا العربية دى ، طب احنا مش عايزينها ، احنا ح نشترى واحدة جديدة مش مستعملة ، و بالفعل اشترينا سيارة التوينز ، لكن واضح ان الست اتكسفت و سابت السيارة السينجل singleعشان تصون ماء وجهها و تبرأ نيتها . . و انا خلتها تسيبها لأنى متأكدة انها ح تتفرس لأن هدفها طاش ماطاش و خطتها فشلت .


. . المهم بعد ان اجلست بناتى كل واحدة فى سيارة و ضعتهما امام بعضهما و بينهما القصة ، كلما اعطيت "جى" القصة ، تنتشها منها "هوهوز " لتتصفحها ثم تلقى بها على الأرض ، لأسارع انا بمناولتها إياها حتى لا تبكى و ان كانت قد بدأت سينفونية البكاء تكف عنه و ظل هذا مصير "بجبوح" ، "بحبوح" مين ؟؟؟ القصة المسكينة التى تشتت ما بين التصفح و السقوط على الأرض إلا انها عاشت فى امان فور دخول بناتى للنوم بعد افطار . . و مرت الساعات طويلة على بحبوح و هو فى حالة سكينة . . و تذكر نزوله من على الرف منذ عدة ايام عندما وضعته بين يد بناتى لتشاهدا الصور به و تتعودا على شكل الكتب ، و لأن بحبوح مجرد قصة من الورق المصقول فقد كنت حريصة على مراقبة يد بناتى و فم كل منهما لأتأكد من عدم التهام بحبوح . . و عندما اطمئنت انهم معجبن بالألون و بملمس الورق و لا امل فى التهامه تركته بين ايديهما ، و كانوا يتصافحونه طوال العشرة ايام الماضية بهدوء و رقى ، أقصى شئ كان يمر على بحبوح عندما كانت تقرر احداهما جذبه من الأخر ،و هذا يعد بمثابة دغدة لبحبح


إلا ان كان يوم العاصفة التربية ، و بعد تناول شربة الخضار التى كانت بناتى تتناولها فى السابق فى تمام الثانية ظهرا و عندما نتأخر نآكلها فى السادسة ساءا ، لكن ان نتأخر حتى الحاية عشر !!! ده إللى غريب ، واضح ان شربة الخضار سببت حالة من العدوانية عند بناتى . . ف عندما كنت فى المطبخ اعد شئ من الطعام لى و لزوجى ، وجدته واقف على باب المطبخ يحدثنى و عينه ترمق "هوهوز" و "جى" و فجأة قالى : " بحبوح بيتقطع . . حد ينقذ بحبوح . . " النجدة لبحبح " . . و اعتقدت انه يمزج كعادته ، فهو يميل إلى تضخيم الأشياء لوضعها فى صورة كاريكاتورية . . و كنت اضحك على حالة الهستيريا التى تملكته و هو يقول بحبوح بيموت ، و فجأة صرخ " وداعا بحبوح "


و خرجت من المطبخ و انا اتماليل من الضحك إلى ان سقطت عينى على بحبوح ، امسكت به فوجدته فى ذمة الله . . بدأت أجمع أشلائه و "جى " و "هوهوز" تنظران لى باندهاش و يرمقان بحبوح من آن لآخر .
. . و حملت أشلاء بحبوح برفق شديد ووضعته على السفرة . . و فجأة و انا أتصفح بقايا القصة و جدت ان كل ما تمزق بها هو الغلاف . . يا فرحتى ، انه الغلاف فقط ، جسم القصة سليم . . و الغلاف من الممكن ان ألصقه ليعود بحبوح إلى الحياة و اقراه للبنات و اعلمها أهميته القراءة مع بحبوح و باقى أخواته المرصوصة بالمكتبة . . و طلبت من زوجى ان يقوم بلصق بحبوح فقل لى : " قال بحبوح قال ، ده انا ما صدقت انهم قطعوه "


و رغم اجابة زوجى هذه إلا اننى لن اسمح لبناتى ان تعيش بدون بحبوح ، فهو سبيلهما لى حب القراءة ، و فور نشر هذا الموضوع سأقوم على الفور ــ ان شاء الله ــ باحضار السوليتب لتجبيس بجبوح و عودة الروح إليه


هذه القصة كتبتها : السيناريست / سمر العـزب
و لكم تحياتى
مامى لأول مرة


http://la3ya3nyno.blogspot.com/

midlle ad