top ad

الجمعة، 23 أبريل 2010

هفوات أم




النهاردة كان يوم غريب جدا جدا جدا . . طبعا بسبب لخبطة نوم امبارح و انعكاسها على النهاردة . . فقد بدأ اليوم باستيقاظ " هوهوز" ف تمام الخامسة فجرا رغم دخولنا للنوم فى تمام الثالثة فجرا ً برضه ، و لأننى كنت مجهدة جدا ً و لم أنم منذ ثلاثة أيام أخذت أستغيث بزوجى الذى رأف لحالى أو ربما تخوف من شكلى الذى تحول لمومياء ، و أعتقد انه خشى على نفسه ؛ لا ليس من المومياء و لكن من عودة الروح التى قد تتحرك بالمنزل إذا استيقظت و لم استكمل نومى . .


أشرح لكم ، على ما يبدو ان ردود أفعالى تكون مختلفة عن الطبيعى حيث تكون ما بعد الطبيعى أو ما وراء الطبيعة إللى تحسبوه ، ففجأة أظهر امام زوجى و فجأة أختفى . . فجأة أهمس و أتكلم بصوت غير مسموع ، و مرة رابعة يظهر منى صوت دون صورة ، و الصوت يكون جاهورى رغم عدم ظهورى بالمكان ــ أنا بأبقى موجودة طبعا ً ، لكن زوجى يعتقد انى مش هنا ؛ لأنى قد مررت لمدة لحظات على الحجرة الموجود بها و هو لم يرانى . . و على طريقة فوازير هالة فؤاد و صابرين عندما اقتحمت سيارتهما حائط بيت يحيى الفخرانى ليقوم مفزوعا فقالتا له " سلامات عاش مين شافك ، وحشنا بلح و خوشافك ، رمضان كريم يا عم " . . على نفس نهج هذا العم زوجى يرآنى ، معتقد ان عدم نومى أو قلة ساعاته تجعلنى أكرر معه نفس ما فعلاه هالة و صابرين مع يحيى .




المهم أخد زوجى "هوهوز" و خرج من الحجرة ، لاكمل نومى ، على ان استيقظ فى تمام الحادية عشر ، و أعد الأرز المعالج و المخصص للأطفال و أضيف عليه اللبن الصناعى الخاص بالرضع ــ فاللبن المعتاد غير مصرح به طيبا قبل بلوغ الرضيع عمر سنة ــ موضوع كبير ح نتكلم فيه بعدين ــ و بعد معركة لا يستهان بها خاصة مع المادموزال "جى" و التى تقرر ان تغلق فمها بقوة منقطعة النظير ، فهى تطبق شفتايها على بعضهما كأنها صراف يغلق خزنته على الأموال التى تمثل عهدته ، ثم تبدأ تدير وجهها يمينا ف يسارا ً لتؤكد لى ان الخزينة مغلقة من جميع الجهات عفوا لتؤكد لى ان فمها مغلق من جميل الجهات و عليا ان أفوت عليها بكرة يا سيد . . . و تعتقد "جى " اننى سأرحل اليوم لأعود لها بطبق الأرز غدا ، لكنى أخيب ظنها ، و اتقدم من فمها فى قوة و صمود ، و اظل اجاهد و اكفاح حتى تفتح البوابة و تدخل الملعقة ، و لا استسلم حتى أحقق النصر فى معركتى اليومية و التى تنتهى مع عبور آخر ملعقة أرز لفم "جى " . . لأبدأ معركة من نوع آخر ، فهى موقعة وليست معركة ، لأنها أخف . . ف "هوهوز" غالبا ً ما تستيقظ جائعة ، فتأكل بنهم و بسرعة شديدة الـ 120 مللى من الأرز فورا و دون أى تفاهم ، بل قد تصرخ باكية لتأخرى فى ملئ الملعقة ، حتى نصل إلى آخر 30 مللى ، فحدث و لا حرج ، تبدأ المادمموزيل المبجلة فى بخهم فى وجهى كأنها مكوجى يكوى بدلة فرح عريس معرفة و متوصى عليه . . إلا اننى اواصل بدون استسلام حتى ينتهى الطعام لآخر نقطة .




و بعد غسيل الوجه الكريم ، نآخد الكالسيوم ، و أأسبكوا تلعبوا و أروح انا أجهز الخضار المسلوق اللى ح تكلوه بعد أربع ساعات


-->



و اليوم و تحديدا اليوم الذى ساطعمهما القمح لأول مرة كمية معتمدة و هى الـ 30 مللى قررت ان ازيد من الجزر الذى أضعه فى شربة الخضار . . تقولولى ليه ؟ حد يسألنى ، أقولكم لأن مافيش بطاطا خلاص كل سنة و انتوا طيبين ، طيب يا ستى إيه دخل البطاطا بالجزر ؟؟ أقولكم ان الكاروتين إللى فى البطاطا بيقوى جهاز المناعة عند الرضيع ، و الكاروتين إللى فى الجزر برضه بيقوى المناعة ، و بناء عليه سيدى القاضى قررت حاسمة زيادة الجزر فى شربة الخضار لأحافظ على نسبة الكاروتين إللى بيخدوه فى الأسبوع و بعد ان كنت أضع ربع كيلو جزر على كيلو كوسة مع كيلو بطاطس ، قررت ترقية الجزر و ادخله خدمة النص كيلو . . و يا ترى البنات عملوا إيه ؟ لأ مش وقت الأكل ؛ قبل ما يآكلوا ، ده انا لسة بأحضر . . فضلوا يصرخوا يصرخوا يصرخوا ، لحد ما ناموا القيلولة . . تقولولى بيصرخوا ليه ، أقولكم ما اعرفش ، يمكن قلبهم حاسس باللى أنا باعمله . . و استيقظتا بعد ساعة فأعطيتهما القمح ، ح تقولى يا ستى مش ده يعتبر واجبة ، ح أقولك لأ ده انا لسة بأتست القمح و بالفصحة بأختبر القمح ، . . و اتأخرتى ليه كدة ؟؟!! ده انتى كام يوم و بناتك تخلص الشهر التاسع . . أقولكم انى أكلتهم القمح قبل كدة و عملهم حساسية فى تالت يوم و الدكتورة قالت وقفى شوية لحد ما آثاره تروح و بعدين ارجعى أكليهم تانى ، حالة آخر غلب . . لكن الحمد لله بقالى خمس تيام بادّّّى قمح ، اليوم الأول معلقة و اليوم إللى بعده خليتها اتنين ، لحد ما وصلنا لخمس معالق . . فقررت النهاردة أدى 30 مللى قمح . . و لنا هنا وقفة ، أصلى عملت حاجة مش ممكن أعملها إلا و انا تحت تأثير مخدر عام ، كنت بأكل "هوهوز" القمح و بعد المعلقة الخامسة بدأت تدفع بأشلاء الملعقة السادسة فى كل أركان الحجرة ، و قررت ان أتركها حتى تهدأ ثورتها لأعود لإستكمال المعركة ، و هنا كانت الطامة الكبرى فقد سمحت لإحدى صديقاتى ان تطعم "هوهوز" و فعلا تمكنت من انهاء طبقها و فجأة . .



قبل فجأة أحب أقولكم انى اتعطلت عن ضرب شربة الخضار فى الخلاط ، المهم حطيت البنات فى عربية التوينز twinz، و عملت أكروبات لحد ما دخلتها المطبخ ، و خليتهم يشاركو معايا فى صنع الشربة ، لأ يشاركو بالمشاهدة بس ، ماحدش يعمل حاجة ، هى فيها عمايل ، دى كل إللى فيها أنى أدوس على زر الخلاط ، و أصب فى البرطمانات




نرجع لفجأة : فجأة حسيت انى جعانة، و لأن البنات فى العربية بدأت أهزهم و أنا بأكل ، ما انا لو ما عملتش كدة ح يفضلوا يعيطوا و انا مش ح اعرف آكل . . و فضلت أهز فى العربية قدام و ورا و شمال و يمين ، و مع كل لقمة أكلها أزق أكتر كأنى بتاع المراجيح إللى فى مولدى بس شغال باللقم . . فضلت بالشكل ده لحد ما البنات نامت . . فضلت نايمة كتير ، ساعتين . . القمح خلاهم ناموا ساعتين !!!! 30 مللى قمح نيمهم ساعتين !!!!




رغم ان نومهما قبل ذلك كان مثل نوم القطط ، نوم كله استعداد لليقظة ، و قد سعدت بنومهم حيث اعتقدت انهم بذلك سيلتهمون شربة الخضار بأقصى سرعة بتديها شركات الإنترنت . . و جاءت الساعة السابعة و النصف و استيقظت "هوهوز " ، إلا اننى اخترت "جى " لأطعمها ، واقتربت منها ببافتة الحضرى بعد ان اجلستها على كرسى العربة إللى مش توينز twiz، و بدأت اطعمها اول ملعقة تظاهرت انها لا تقدر على البلع ، و هذا معتاد من "جى " فابتسمت لها ، كى اشجعها ، و جاء موعد الملعقة الثانية ف أدارت وجهها ، و هذا معتاد جدا من " جى " . . و بدأت رحلة المعانة لكنها اليوم كانت بصورة أكبر ، ترى ما السبب هل هو لزيادة الجزر فى شربة الخضار فغير من طعمها و رائحتها ، أم القمح الذى أكلوه لأول مرة بكمية كبيرة . . لا ، لا "جى" ليس الشخص المثالى الذى أتخاذ قراراتى على أساس تصرفاته ، عليا بـ "هوهوز" . . و أدخل لى الحرس السيدة المذكورة


و مع أول معلقة من شربة الخضار بدا على "هوهوز" الإستياء ، عللت الأمر بانها مازالت نائمة ، اعطيتها ملعقة ثانية ، فانتظرت قليلا قبل ان تبلعها ، ثم ظهر عليها الرغبة فى القئ ، ارجعت الأمر انها من المؤكد نائمة و غير مسيطرة على تصرفاتها ، مع الملعقة الثالثة استرجعت "هوهوز" الملعقتين السابقتين و افرغت ما فى بطنها ــ إللى هما التلت معالق شربة خضار سالفى الذكرــ




ــ يمكن ده من الجزر الزيادة إللى حطيته فى الشربة ؟؟


ــ لأ ، ده يمكن انى ما عملتلهاش طقوس الأكل ، ما قعدتهاش فى عربيتها و حطيت بافتة الحضرى عليها ، ده غير انى معوداهم أأكلهم بالببرونة المعلقة ، النهاردة غيرت النظام و حطيت الشربة فى طبق و بدأت أأكلها بمعلقتها البرتقالى الجميلة
ــ انتى إزاى تعملى كدة ، فاكرة نفسك فى الحكومة ، التفكير المذبذ و التنفيذ العشوائى ده خاص بالحكومة فقط "exclusif " و حصرى لها و بس


ده نفسى بتتخانق معايا ، و لم أفهم أى عشوائية تقصد ، فهبت فى قائلة : " انتى مش عملالهم نظام ، بتغييريه ليه ، و يوم ما تحبى تغيرى غيرى عنصر واحد مش خمسين عنصر ، جزر ، و قمح ، و برتوكول الأكل "




و قبل ان انهار من عتاب نفسى لى ، حاولت صديقتى ان تهدأ منى بعد ان تابعت حديثى لنفسى و الذى كان بصوت مرتفع ، هنا قاطعتنى قائلة ، أو تكون "هوهوز" استرجعت ما فى أمعائها ربما بسبب معلقة القمح التى وقعت على الأرض "


ــ انتفضت فى جلستى لأصرخ فى صديقتى قائلة : " هو فى قمح وقع على الأرض و أكلتهولها "
ــ ليه هو انا مجنونة ، المعلقة وقعت فاضية
ــ و بعدين
ــ أكلتها


صرخت منهارة و انا أقول : " كملتها أكل بالمعلقة إللى وقعت على الأرض " قلت هذه الجملة و انا مصدومة في صديقتى و مرعوبة على بنتى
ــ ما هىى بتزحف و بتحط كل حاجة فى بقها


ــ انتى مجنونة يا فلانة ، انا بأغلى كل قشاية بيستعملوها عشان خايفة من النزلات المعوية و انتى تأكلها بمعلقة وقعت على الأرض
ــ جزاتى انى بأساعدك
ــ بغيظ شديد قلت لها : " أففففففف متشكرة "


و لا أتذكر ماذا فعلت صديقتى ، هل رحت ، بقيت ، خرجت ، قعدت ، فزعت ، ُبهتت ، لا أتذكر، كل إللى عرفاه انى قررت ان ماحدش يأكل بناتى مهما كنت تعبانة ، ده غير القرارت الحاسمة إللى ح تتنفز من بكرة ان شاء الله


ــ قرار جمهورى رقم 578 ـ باتكلم عن جمهورية بيتنا ، ماحدش يفهمنا غلط يا خوانا ، هى البلدى كل الناس فيها بتتلكك ليه كدة ــ


المهم ، القرار الأول : يرجع الجزر .زى ما كان فى شربة الخضار ربع كيلو على كيلو كوسة و كيلو بطاطس


ــ اعتبار 30 مللى قمح وجبة مستقلة ، يبقالها معاد واضح على خريطة أكل البنات


ــ أأكل البنات كل خمس ساعات بدل من كل أربع ساعات ، أصل بناتى كل ما يجوعوا يكلوا أحسن .


ــ رابعا : ح أخلى القمح آخر وجبة و ارجع نظام أكل البنات زى ما كان و بنفس الطقوس لأن واضح ان تغيير اى تفصيلة تفرق معاهم . . بنات وارد الخارج ، هما صحيح تقفيل مصرى ، لكن فاهمين يعنى إيه سيستم system. . مش عارفة حكومة بلا سيستم ح تتعامل إزاى مع الجيل الصاعد ده ، ربنا يستر ، لأ بناتى بخير ، ربنا يستر على الحكومة و بناتى ما تعقدهاش زى ما عقدتى انا و زوجى اللى قعدنا نأكلهم فى شربة الخضار من الساعة تمانية للساعة 11 باليل . . " جى" خلصت تلتى طبقها و "هوهوز" أكلت تلت معالق و رجعتها ، و أضطريت للقهقرة حاملة شربة الخضار إللى سلة المهملات

و أقسمت ان أصحح أخطاء اليوم ، و بكرة ان شاء الله ، ح أكون صارمة فى تنفيذ جدول الطعام بالساعة و الثانية . . رضاعة طبيعية الساعة ستة و نص ، ارز الساعة 11 و نص ، شربة الخضار أو كوسة مسلوقة الساعة اربعة و نص ، قمح الساعة تسعة و نص و اكمله باللبن الطبيعى ، و ده لحد ما يتعودوا على القمح فألغى الرز خالص و ابدله بالقمح . . و ما ننساش ان معانا صفار البيضة اللى باديه يوم فيه و يوم مافيش . . و طبعا ح أرجع شربة الخضار زى ما كانت ربع كيلو جزر على كيلو كوسة و كيلو بطاطس . . و آخر مرة أسمح لحد يأكل بنتى مهما كنت بأثق فيه . . ده حتى جوزى لما شافنى ح أموت عشان البنات مش راضية تآكل حاول يساعدنى و يأكل " جى " فشرقت منه و كنت ح أموت مرتين




فعلا كان يوم صعب ، صعب صعب صعب .. يا ريت تقفلو المدونة عشان آخر الرسالة مش ح تلاقوا مكتوب فيه غير صعب صعب صعب لحد الصفحة الـ 200


هذه القصة كتبتها : السيناريست / سمر العزب



و لكم تحياتى
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/