لو تحبوا تشوفوا الأزعرينة بكامل تفاصيلها و نمانمها و خطوطها العريضة و الكبيسة اتفضلوا معانا . . .
امبارح كان القرار الحكومى الحكيم بتغير الساعة ؛ للعمل بالتوقيت الصيفى ، و طبعا عشان احنا شعب مؤدب ، ف نفذنا الأوامر بالثانية . . إلا ان بناتى قررت عدم الإنصياع للحكومة و قرارتها السخيفة ــ من وجهة نظارهم طبعا ماحدش يآخد عنى فكرة مش ولابد ــ . . فقد أعلنت بناتى الإستمرار على التوقيت القديم و اتباع مواعيد الطعام السابقة . . و لإنى مواطنة ملتزمة و بتسمع الكلام الحكومى حصل بينى و بين بناتى صدام أقوى من صدام المتظاهرين و قوات الأمن . . و اتلخبطت النظام ، لأ مش النظام السياسى ده متلخبط جاهز و الحمد لله ، إللى اتلخبط نظام أكل بناتى . . و اللى المفروض يكلوه الساعة خمسة كلوه الساعة سابعة ، ح تقولولى بس التغير كان ساعة واحدة بس ، ح اقولكم الساعة التانية ضاعت فى المفاوضات بينى و بين البنات إللى ما تموش شهرهم التاسع ــ يتموه بعد تلت تيام ــ و مع ذلك وصلت المفاوضات بينا لطريق أشد انسدادا من طريق أعضاء مجلس الشعب و مصلحة الشعب المسكين
و بعد صراخ أقوى من صراخ مشجعى المنتخب المصرى فى المباريات الدولية و تحديدا الأفريقية قدرت اكل "هوهوز" و "جى " القمح . . نسيت أقولكم ان النهاردة اول يوم أدوقهم فيه الموز ، يادوبك فرفوتة موز دوبتها فى شوية ماية ، و كلوها من شدة الجوع و قالوا كمان ، لأ ، ما أقدرش أزود ده اختبار حساسية ،ما ينفع نآخد تانى . . فضلوا يصرخوا يصرخوا . . جعانين ، و السبب كله فى ساعة الحكومة النحس ، هاه ؟؟ نعم ؟؟ أقصد مين إللى نحس ؟ الساعة ولا الحكومة . . بالذمة ده سؤال . .
المهم بعد ما سلقت التفاح و ضربته فى الخلاط ، حطيته فى الببرونا المعلقة . . دول شافوا المعلقة و رجعوا يصرخوا تانى . . عاجبك كدة يا حكومة ، بناتى جعانين ، ما تأكليهم ، الأكل سخن نار . . و قعدت ابرد فيه معلقة معلقة قبل ما أقربها من بقهم . . إلى ان تم بحمد الله الإنهاء من الـ 150 سنتى تفاح . . و قبل ما ارمى بالجثة المسكينة على الفوتى ــ جثتى طبعا ً ــ بدأت وصلة صراخ من النوع المتميز ، صريخ جديد لحد ما ناموا عشان يصحوا على صراخ جديد ادتلهم على أثره القمح الـ 90 سنتى الساعة 11 بالليل .. مش بأقولكم اليوم متلخبط بسبب القرارات الحاكاومية اللى مش مية مية
المهم كلنا و شربنا ماية و غسلنا وشنا ، و حبسنا بفنجان اللبن الطبيعى و بدأنا نفرك فى عنينا ، و عرفت ان موعد النوم قد حان . . فحملت احدهما إلى حجرة النوم و حمل زوجى الثانية و وضعنا كل منهما فى سرير مستقل ، ثم اطفأنا الأنوار و لم يشق ظلام الحجرة غير نور الوناسة الخافت الهادئ الذى أعتادت بناتى النوم فيه . . و فور رؤيتهما لهذه الطقوس بدأت الصراخ من جديد ، و فهمت انهما لا تريدان النوم الأن .. فأجلستهما كل واحدة بسرير حر مستقل برضه . . و كانت المفاجأة
و كأن يوم 30 ابريل قرر ان لا يمرإلا بتجميع أكبر قدر من أوائل الأشياء . . . فاليوم اول مرة تتذوق بناتى فيه طعم الموز ، و اول مرة يأكلوا القمح بكمية الـ90 سنتى ، و اول مرة يعيشوا حالة الفوضى البيلوجية بسبب تغير الساعة الزمنية . . و فى محاولة لفض الإشتباك و تهدئة الأزعرينة أجلست "هوهوز" بسريرها الهزاز و "جى" بالسرير المقابل له و ذهبت إلى المطبخ لأعد كوبا من اليانسون لعلى أهدئ أعصابى ، و قبل ان تغلى الماء قررت ان ألقى نظرة عليهما فوجدت وجه زوجى أصفر و قبل ان أسأله رمقت"هوهوز" فوجدتها و اقفة بالسرير ، و تذكرت انها بعد تناول وجبة القمح ؛ عندما حاولت رفعها من على كرسى العربة التى أطعمها به لأجلسها على الأرض لتحبو كما عودتنا منذ اسبوعين أو أكثر ، إلا انها رفضت و أصرت على الوقوف ، نعم ، لقد وقفت ، انها اول مرة تقف . . سجل يا تاريخ ، يوم 30 ابريل اول يوم "هوهوز" تقف فيه على قدميها . . لقد شنجتهما و ظلت واقفة لمدة ثلاثة دقائق إلى ان اصابها الإرهاق . . ما هذه الإرادة ، ان الله يخلقنا بإرادة و إصرار تجعلنا قادرين على الوقوف رغم ضعف عضلاتنا . . آههههههههه ــ انها تنهيدة ألم ــ لو خرج الرضع فى مظاهرة ضد الحكومة و قرارتها ، لتغير الوطن إلى الأفضل ، لكن أين الرضيع القائد ؟؟؟ أين ؟؟
و سألت زوجى عن سبب اصفرار وجهه قائلة
ــ إيه فى إيه ؟
ــ "هوهوز" كانت خ تقع
ـ إزاى انا حطاها فى السرير
ــ وقفت . . مش دخلتى لقتيها واقفة
بالفعل عندما دخلت الحجرة وجدت "هوهوز" واقفة إلى جهة الجراب السحرى المخلق بالسرير الهزاز تحاول جذب كيس الحفظات المحشور بقوة بالجراب السحرى ، و قد أثارها و اغضبها تمسك الكيس بالجراب ، و قررت الفصل بينهما ، و استجمعت قوتها و شمرت عن عضلاتها بعد ان فجر الكيس و الجراب بها طاقة من الإصرار و العزيمة . . فقد قررت "هوهوز" اخراج الحفضات من الكيس ، وبدت كسيدة واقفة فى البلاكونة ، دلت نصف جسمها للخارج لتقص على جارتها بالدور الأرضى بأسرار زوجها . . هنا تذكرت زوجى و وجهه الأصفر ، و فى نفس الثانية قفزت برأسى فكرة عبقرية ، و أندفعت قائلة " خلاص نحطلها لحاف تحت البلاكونة "
و أجابنى بانفعال و حدة غير مبررة و اعتقد انها لسبب آخر غير تخوفه من سقوط "هوهوز" من فوق سور سريرها قائلا : " و هى هوهوز" تستحمل تقع من الإرتفاع ده كله ، راسها تستحمل الضغط ده "
هنا خرجت من الحجرة و انا أركل الفكرة العبقرية التى قلتها بعد ان شككنى زوجى فى قوتها ، و دخلت المطبخ لأنهى فنجان اليانسون إللى مش عايز يتعمل فى ليلته . . عدت إلى الحجرة بعد ان تركت باكت اليانسون فى الماء المغلى ، أه بأعمل يانسون كشرى .. و عدت لحجرة البنات لأجد وجه زوجى و قد إزداد اصفرارا . . و تشجعت و سألته "هوهوز" تانى ؟؟
ــ لأ دى " جى " عبرت المخدة إللى حطينها و هتفت فليسقط الجدار العازل و هوب كانت ح تدلق من فوق السرير . . لولا ستر ربنا لحقتها
ــ الحل انك تقعد الإتنين مع بعض فى السرير الهزاز يلعبوا مع بعض و ينسوا الوقوف خالص
. . قلت هذا الإقتراح و أنا أفر من الحجرة حتى لا اسمع أى ملاحظات عليه و ادعيت انى ح أطمن على فنجان اليانسون أصله وحشنى . . لم أغب طويلا . . و عدت بعد ثوان لأجد وجه زوجى أصبح شبه الليمونة ، و لم أسأله هذه المرة و انما نظرت إلى بناتى . . فقد وجدت "جى " و قد انتقلت إلى جوار "هوهوز" فى السرير الهزاز ، كما انتقلت "هوهوز" بدورها للجهة الأخرى من السرير حيث يوجد الرف المحمل بالفرش و الأمشاط و الكريمات . . تملكنى القلق من ان تمس أيديهما هذه الكريمات خاصة و ان الأشياء فى يد بناتى لها اتجاه موحد ــ و هو طريق يد / فم صحراوى ، و هذه الكريمات كلها استعمال خارجى لا تأخذ بالفم بحسب تعليمات وزارى الصحة ، و لأنى مواطن تابع للوزارات الحكومية فقررت انتزاع الكريمات من يد هوهوز إلا انها سبقتنى و ألقت به كما ألقت بكل ما هو فوق الرف على الأرض و أخذت تتأمل سقوطه على المارة اسفل بلاكوناتها و إلى جوارها " جى " الواقفة تهز السرير و هى تنظر سقوط الأشياء كأنها نيوتن يتابع سقوط التفاحة
. . و ظل الأمر على هذا المنوال حتى بدأت هوهوز فى الصراخ ، فعرفت انها تريد ان تأكل ، فحملتها لأرضعها . . هنا بدأت " جى " تقفز فى السرير الهزاز فخفت ان تسقط من فوقه ، فأجلستها إلى جوارى ، فاثنت ركبتيها ، و رفعت رأسها و حملت جسمها فوق يديها و بدات كقطة عطشة تبحث عن صنبور مياه ، و حاولت ابعاد فم "هوهوز" عن الثدى الذى تشرب منه ، ثم تنبهت لوجود ثدى أخر خالى من تكدس الطوابير ، فأسرعت إليه و بدأت كالقطة التى تشرب من الصنبور و هى تضحك سعيدة فرحة ، تضحك قليلا و تشرب كثيرا ، تقفز لتعود ثانية و تبدأ الكرة
و عندما انتهت هوهوز من الأكل ، وضعتها فى سريرها لتبدأ الأزعرينة المثالية ، فقد اعتقدت انى ابعدتها عنى لصالح "جى" و ظلت تصرخ و تبكى و ترفض ان أضمها ، و ترفض ان يمسك بها ابيها ، و ترفض ثدى فى محاولة منى لعقد اتفاقية صلح بينى و بينها ، و ترفض ان أهدهدها . . . و استمرت الأزعرينة حتى قرأت القرآن و أنا أمسح على رأسها و أهدهدها . . هنا فقط استرخت و نامت و نامت معها الأزعرينة لتعود مع استيقاظهم فى اليوم التالى
هذه القصة كتبتها : السيناريست / سمر العـزب
و لكم تحياتى و دعواتى بن ربنا يبعد عنكم اى ازعرينة
مامى لأول مرة
http://la3ya3nyno.blogspot.com/