top ad

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

الكوب بيد ابنتى



كنت أغلى ماء الفيلتر لبناتى الرضع ثم اتركه ليبرد تماما قبل ان اشربهما منه ، و كلما تذوقت هذا الماء المغلى بعد تبريده : كنت أمتعض و يبدو على وجهى الإستياء ، و اقول ربما ان بفمى شئ قد غير طعمه ، فأقترب بكوب الماء من بناتى لتشرب و بعد معركة عنيفة سأقص لكم ابعادها بعد قليل تشرب البنتان ــ كل واحدة من الكوب المخصص لها ، الكوب الروز لهوهوز ، و الكوب اللبنى لجى ــ و بعد الشرب تمتعض كل منهما على طريقتها المستقلة الحرة الأبية . .
لذلك قررت ان أغير الماء المغلى المبرد بالماء المعدنى الذى نال اعجاب "هوهوز" و "جى" ووجدا ان لا مانع من الإستحمام به كذلك . . و هذا هو المدخل المنطقى للمعركية اليومية على الخاصة بشرب الماء
تبدأ المعركة بمحاولة "هوهوز" جاهدة للإمساك بكوب الماء و أنا أشربها منه ، إلا اننى كنت ارفض برفق و لين و هوادة و طولة بال ، واضعة على وجههى ابتسامة تخفى بركان غيظ لو خرج لأطاح بـ "هوهوز" و شجرة عائلتها أجمعين حتى آخر سلالتها الفرعونية . . إلا اننى كنت أجذب الكوب من "هوهوز" بحركة مازحة خفية الظل خفية اليد لكن كلها اصرار و عزيمة على عدم ترك الكوب لها ، لأنها ستحول الليفينج (living) لحمام سباحة كل صنبور به بحاجة للإصلاح على مدار أعوام بأكملها مثل دستور احدى البلدان التى أعرفها ، و ده طبعا ح يحصل بعد ما تقوم السيدة " هوهوز " ذات الثمانية أشهر برش الماء على هدومها و هدومى و هدوم أختها و الأرض و الكنبة و الفوتي و حبايبنا و حبايب العروسة و العريس .
و رغبة منى فى الحفاظ على صحة غرفة المعيشة ، حسمت الأمر و رفعت الكوب عاليا من يدها ، و أخذت أعانى ما بين ان أشربها و بين حرصى ان لا ينزلق الماء فى زورها ، و أثناء كفاحى المسلح لأشرب " هوهوز" ، لأ بقى بالظاء ، مش بالزين . . المهم اثناء كفاحى المسلح بكوباية الماية و العزيمة كانت بنتى الرقية الطيبة ــ باقولها و انا بأجز على سنانى ــ كانت تقفز و تتلوى و ترتفع و تنخفض لتأخذ من يدى الكوب المبجل .
و تظل هذه المعركة اليومية بيننا نحن الثلاثة ــ هوهوز و الكوب و أنا ــ على هذا المنوال ، إلى ان جاء يوم السبت 17 ابريل و خرجنا لشراء ملابس الصيف ـــ لأ ، لأ ، ماحدش يفهمنى غلط ، و يحقد عليا من غير داعى ، ده حتى الحقد من غير سبب قلة أدب ــ ملابس الصيف المذكورة هنا خاصة بالبنات و فقط . . . المهم ،و احنا فى المول وجدت بافتة من نوع خاص من اللدائن الصحية ، بافتة بها حافة عريضة تشبه الطبق ، بافتة قادرة على تجميع ما يسقط من ضحايا فم بناتى أقصد من طعام و ماء و ريالة .
فبهذه البافتة سأتمكن من دخول معركة " الكوب " و انا واثقة من النصر . . هو مش نصر اوى لأن اللى كانت بناتى بتعمله مع الكباية نفذته بكل دقة مع البافتة المسكينة ، التى اصبحت تتلقى صدمات و هجمات من عض و شد و جذب و لكم يمينا و يسارا ، لكن وجودها شتت اهداف بناتى و وزع طاقتهما ما بين جذب الكوب و العضعضة فى البافتة
-->


و فى حضرة السيدة الفاضل "بافتة هانم " قررت ان اترك لبناتى كوب الماء الخاص بهما كى يشربوا أنفسهم ، و قبل ان أقرب الكوب من فم "هوهوز" انقضت عليه ، امسكت به ، ألصقت يديها و فمها به ، لدرجة انى بقيت لا عارفة أرفع الكوباية عشان الماية تجرى تجرى تجرى و تصول لبقها ، و لا باقيت عارفة انزل الكوباية أو اخرجها من بقها . . و ده كله ليه ؟!!! لأن الهانم بنتى اتعاملت مع بوز الكوباية على انه عضاضة
و فجأة و بحركة بهلاونية تمكنت من رفعت الكوب ليتسلل منه الماء إلى فم ابنتى ــ مع مراعاة نزول قطارات صغيرة عشان ما تشرشقش" . . و عرفت " هوهوز " طريقة الشرب ، و اصبحت ترفع الكوب فجأة ، ثم تنزله فجأة ، و ما يمنعش اننا نشرب شوية و ندلق شوية و نرش شوية عشان الحر اللى سبب بركان ايسلندا
بس ولا يهمنى ، ده انا معايا البافتة الأعجوزة ، البافتة إللى بتصد و لا الحضرى و بتمنع أى عدوان غاشم على ملابس بناتى و بتعرضهم لبرد . . و من تلك اللحظة ، و من هنا أعلنها مدوية انه من حق التاريخ ان يسجل ان يوم 19 أبريل هو أول يوم حملت فيه "هوهوز" و اختها التوأم " جى" كوب الماء لتشربا منه
و الخطوة القادمة هى تسليحهم بمعلقة الطعام و ادربهم على الإمساك بها حتى يتمكنوا من مواجهة الزمن و يقدروا على اطعام انفسهم فى عمر السنة . . ، يدينا و يديكم طولة العمر ، . . احنا لسة عندنا تمن شهور و نص
و لكم كل تحياتى
مامى لأول مرة